بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 7 مارس 2020

البقاء متزناً دليل الوقاية من الانتكاسة



البقاء متزناً
دليل الوقاية من الانتكاسة


 تأليف
تيرنس تى. جورسكي و ميرلين ميلر


ماهي الانتكاسة ؟
الانتكاسة مظهر أساسي من المظاهر الملازمة للإدمان على المخدرات والكحول ؛ وعلى هذا الأساس أعتبر الإدمان مرضاً مزمناً. وان الإمساك عن تعاطي المخدر أمراً ليس صعباً، ولكن الأصعب منه الاستمرار على هذا الإمساك؟ وأن عملية الانتكاسة ما هي إلا خطوة بعيدة عن المعافاة. ولا يعني ذلك أنك إذا وطأت موضع قاسٍ من المعافاة أو تمر ببعض الألم والمعاناة في سبيل الشفاء أنك تنتكس ؟
والبداية  تبدأ المعافاة من المرض الإدماني بقبول حقيقة أنه لا يمكنك تعاطي العقاقير المغيرة للمزاج أو الكحول بشكل آمن. ولكن لا يكفى مجرد العلم أن تلك المواد الإدمانية مضرة،  إذ يجب عليك التوقف عن تعاطيها. كما أن التوقف عن استعمال الكيماويات التي تؤدى إلى الإدمان هو بحد ذاته توقف. إلا أن التوقف بحد ذاته ليس كافيا. فالامتناع ببساطة يتيح لعملية المعافاة أن تبدأ فهو الوسيلة لتحقيق الغاية والسبيل للحياة السوية. كما يجب أن تعلم أن  العيش بشكل طبيعي بلا إدمـان أكثر من مجرد الامتناع عن تناول المخدر؟.
ما المرض الإدمـاني: في سبيل استيعاب عملية الانتكاسة، لابد من فهم المرض الإدماني فهو تناول للعقاقير المخدرة المغايرة للمزاج  وهي وسائل كيميائية تُحدث تغيرات في عمل المخ من خلال تغييرات كيميائية. ومتى تغير عمل المخ تحدث للفرد تغيرات فيزيائية، نفسية وسلوكية كنتيجة مباشرة لحالة التعاطي. ومن ثم تفضي تلك التغيرات في الوظائف الفيزيائية والسيكولوجية كما في السلوك إلى تغيرات في العلاقات الاجتماعية، وحدوث تغيير في التفكير، وبالتالي إلحاق الضرر بالعقل، وإلحاق الضرر بالجسم والتأثير على السلوك والعلاقات الاجتماعية. ويمكن تصنيف العقاقير الإدمانية الرئيسة في أربع مجموعات، هي المهدئات: (المسكنات)، والمنشطات (المنبهات)، والمسكنات للآم (مُخدر) ومذهبات العقل (المهلوسات). على الرغم من أن الإدمان بشكل أساسي مرض بدني إلا أنه يؤثر ويتأثر بجميع مجالات حياة الفرد؛ من أجل ذلك نطلق على الإدمان المرضي مرض " bio psychosocial ". حيث تعني "بيو" حيوي أو خاص بالجسد و"سيكو" أي نفسي أو وجداني، بينما تشير "سوشيال" إلى العلاقات بين الأفراد.


ما هو الانسـحاب؟
يُطلق مصطلح الانسحاب على الألم الذي ينتج عند توقف الشخص المدمن عن تعاطي الكحول أو المخدر، ويكون الانسحاب حيوياً، نفسياً واجتماعياً، يعود جزء من الألم الناجم عن الانسحاب على الأضرار البدنية وحاجة الجسم للعقار الذي أدى إلى الإدمان .
وتمر أعراض الإدمان  وحالة التعاقب الإدماني المرضي: بثلاث مراحل هي على الترتيب:
1. المرحلة المبكرة: نمو التحمل والتبعية.
2.  المرحلة الوسطي: تدرج فقدان السيطرة.
3. المرحلة المزمنة: تدهور الصحة البيولوجية، النفسية والاجتماعية.
ودورة الإدمــان: تفضي حلقة الإدمان التي يمر بها الشخص المدمن إلى فخ مميت، فدعنا نفحص تلك الدوامة وما سيحدث لك إذا ما وقعت في شِركها. فتمر في المراحل التالية :
1.إشباع قصير الأجل.
2. ألم على المدى الطويل.
3.التفكير الإدماني.
4.زيادة الاحتمال.
5.فقدان السـيطرة.
6.ضرر حيوي - نفسي – اجتماعي.
المحافظة على المعافــاة: يمثل الامتناع الكلي عن المخدر  ضرورة من أجل التعافي من مرض الإدمان، فالتعاطي يُبقى الإدمان في حالة نشطة، ومن ثم يصبح الامتناع هو أولى الخطوات الأساسية للمعافاة.
وإزالة التسمم ليس وحده العلاج الكافي للمرض الإدمــــاني ولذلك يتطلب هذا المرض معالجة شاملة، كما تتطلب المعافاة تغيير بدني، نفسي، سلوكي، اجتماعي ووجداني طويل الأمد، ويمثل الوعي والادراك جانباً ذا أهمية في المعالجة لما تتطلبه المعافاة من الإدمان من إدارة ذاتية، ومن الضروري على مرضى الإدمان تعلم المزيد بقدر الإمكان حول مرضهم وكيف يمكنهم التعامل معه.
ما بعد الانسحاب الحاد: تظهر مجموعة من  الأعراض عقب حالة الانسحاب ومنها:
يُقصد بما بعد الانسحاب مجموعة أعراض مرض الإدمان التي تظهر كنتيجة للامتناع عن العقاقير الإدمانية. عند مدمن الكحول، تظهر هذه الأعراض في خلال سبعة أيام إلى أربعة عشر يوماً من وقت الامتناع بعد الاستقرار من الانسحاب الحاد، ومنها :
أنماط أعراض ما بعد الانسحاب الحاد:
1.عدم القدرة على التفكير بوضوح.
2.مشاكل الذاكرة.
 3.أما ردود فعل انفعالية مبالغ فيها أو لامبالاة.
4.اضطرابات النوم.
5.مشاكل التنسيق البدني.
6.حساسية تجاه الضغوط.
7 عدم القدرة على التفكير بوضوح
ولابد للفرد من اتباع سلوك مناسب للتعافي من حيث الوعي والتغذية والتمارين الرياضية والاسترخاء وتفعيل الجانب الروحي والايماني ، و الحياة المتوازنة بحيث  أن يكون هناك توافق بيولوجي نفسي اجتماعي، أي أن يتمتع الفرد بالصحة بدنياً ونفسياً وأن يكون لديه علاقات سليمة نافعة، كذلك يُقصد بها يكون معافى روحانياً.
المعافاة: تُعد المعافاة من الإدمان المرضى عملية تتطلب فترة طويلة من الزمن، وتشير الدراسات البحثية مؤخراً أن الكحولي المتعافي يستغرق في المتوسط من ثماني إلى عشر سنوات ليعود كليا إلى الوضع السوي، وتتطلب أكثر المشكلات التي يُسببها الإدمان خطورة من سنتين إلى ثلاث سنوات لحلها، أما المشكلات الحياتية المزمنة فتحتاج من ثماني إلى عشر سنوات.
والمعافاة عملية تنموية، ويعني ذلك أنها عملية نمو وتطور وتتمثل في تعلُم الامتناع وكيفية التوقف عن تعاطي الكحول والمخدرات إلى الاعتدال وتعلُم كيفية مواجهة الحياة بدون كحول ومواد مخدرة، للوصول  للحياة المريحة  وتعلُم كيفية الحياة بشكل مريح ، نحو الحياة المنتجة
 و إعادة بناء نمط حياة صحي مُجدي.
المعتقدات الخاطئة حول المعافاة والانتكاسة: وتمثل مشكلة المعتقدات الخاطئة أنها تحول دون الوصول إلى الحل السليم والمعافاة ولذلك لابد هُنا من  تبديد بعض الخرافات والأفكار غير الصحيحة بشأن الانتكاسة من خلال المعرفة الحقيقية التي من شأنها المساعدة في التعامل مع إمكانية تعرض الفرد للانتكاسة في مرضه. وتقع تلك المعتقدات الخاطئة التي تحول دون معافاة الأشخاص المُعرضين للانتكاسة في أربعة نطاقات، ألا وهي:
1.المعتقدات الخاطئة حول الدور الذي يلعبه تعاطي الكحول والمخدرات في المعافاة والانتكاسة.
2.المعتقدات الخاطئة حول وجود وماهية العلامات التحذيرية للانتكاسة.
3.المعتقدات الخاطئة حول معنى ودور التحفيز في المعافاة.
4.المعتقدات الخاطئة حول فاعلية المعالجة. ولابد من التخلص من الأفكار غير العقلانية أو الخاطئة وحديث الذات غير المنطقي والسلبي   ومحاربتهما  فهما المرض كما يؤمن بذلك أصحاب النظرية العقلانية الانفعالية، ويتناول الكتاب تفصيلاً لكل جانب منها .
الاشارات التحذيرية المبكرة للانتكاسة: ولا بد من تعلم وتمييز الإشارات التحذيرية المبكرة للانتكاسة قبل أن تُكره على الشروع في مجهود التعاطي الإدماني لأجل صرف تلك الأعراض بعيداً، ولو كان التعاطي الإدماني هو المؤشر الوحيد للانتكاسة، فيجب أن تكون على ما يرام طالما أنك ممتنع، ولا تُعير اهتماما لأوضاع الحياة الأخرى التي قد تكون في خطورة الشُرب، وبالتالي يمكن إهمال تلك المجالات الحياتية ألأخرى المهمة   التي قد تكون ضارة للغاية بالنسبة لمعافاتك. وذلك للوصول لحالة الاعــتدال وهـو الامتناع عن العقاقير الإدمانية و الامتناع عن السلوكيات القهرية والوصول للتحسينات الصحية البدنية / النفسية / الاجتماعية.
المعافاة : من الضروري أن تكون المعافاة من الإدمان عملية نشطة، حيث على   الأشخاص المتعافون إتباع برنامج معافاة يومي، فعليهم تذكير أنفسهم كل يوم بأنهم يعانون من مرض الإدمان، كما يجب أن يكون لديهم برنامج معافاة نشط يمدهم بالمبادئ التوجيهية لحياة أكثر إنتاجا وفاعلية. المعافاة كالمشي على السلم المتحرك صعوداً وهبوطاً، حيث من المستحيل البقاء ثابتاً.
أعراض الانتكاسة : حيث يجب تعلم أعراض الانتكاسة وبتعلم تمييز مراحل عملية الانتكاسة يمكن مقاطعة تلك الأعراض. ومن المهم معرفة أطوار وإشارات الانتكاسة التحذيرية ومنها: انكماش الرؤية، الإحباط الثانوي، التخطيط في الفشل ،العجـز، وأحلام اليقظة ...وغيرها

 الوقاية من الانتكاسة : تتمثل خطوات إعداد الوقاية من الانتكاسة في التقليل من قدرتها المدمرة ومنها:
1)  الاستقرار: سـيطر على نفسك.
2)  تقييم الذات: اكتشف ما يدور برأسك، قلبك، وحياتك.
3)  ثقافة الانتكاسة: تعلم ماذا تعنى الانتكاسة وما يمكنك عمله لردعها.
4)  تحديد الإشارة التحذيرية: ضع قائمة بإشارات الانتكاسة التحذيرية الخاصة بك.
5)  التحكم في الإشارات التحذيرية: تعلم كيفية ملاحظة الإشارات التحذيرية كلما ظهروا
6)  تعلم كيف تدرك الإشارات التحذيرية و هي تتطور
7)  استعرض برنامج المعافاة: تأكد أن برنامجك للمعافاة قادر على مساعدتك في إدراك الإشارات التحذيرية الخاصة بك.
إشراك الأسرة في مجموعة أعراض الانتكاسة : في الإدمان قد يُشكل أفراد العائلة أقوي حلفاء لمنع الانتكاسة. من خلال الدعم النفسي والاجتماعي المقدم من الأسرة ، حيث تستخدم خطة الوقاية من الانتكاسة بتحفيز العائلة ليظل المدمن صحيحاً، ومع مشاركة أفراد العائلة لخطة الوقاية من الانتكاسة ينتقل التركيز إلى الإدمان المشترك ودوره في انتكاسة العائلة، ويتم مساعدة أفراد العائلة على إدراك إدمانهم المشترك لينهمكوا بفاعلية في برنامج المعالجة الخاصة بهم، ويُقدم الإدمان كمرض عائلي من شأنه التأثير على أفراد العائلة ككل، ومن ثم يطالبهم جميعاً بالحصول على المعالجة، حيث يحتاج الشخص المدمن المعالجة من الإدمان ويحتاج أفراد العائلة الآخرون المعالجة من الإدمان المشترك. فالأسرة هي مصدر المرض وهي الطريق للشفاء من المرض. والمدمن ليس هو الشخص الوحيد الذي يجب ان يتلقى الرعاية بل يمل البرنامج جميع أفراد الأسرة.
الوقاية من الانتكاسة: ما الذي يمكن أن تفعله الأسرة للتقليل من خطر انتكاسهم وخطر انتكاسة المدمن المتعافي؟ يتألف بروتوكول إعداد الوقاية من الانتكاسة العائلية من اثني عشر إجراء رئيسياً ألا وهي: الاستقرار، التقييم ، ثقافة الكحولية، تحديد الإشارة التحذيرية، تثبيت الإشارات التحذيرية الخاصة بالعائلة وغيرها
 مجموعة المساعدة الذاتية للوقاية من الانتكاسة: هناك مجموعة من الخطوات التي تساعد في الوقاية يقوم بها الفرد ذاتيا بعد البرنامج الارشادي والعلاجي الذي يتعرض له.
ويشير إعداد الوقاية من الانتكاسة إلى أن هناك سبيلاً للمعافاة، وإنه ليس بالسهل، ولكنه موجود، ومن خلال إدراك ماهية ذلك السبيل وطلب القوة لمتابعته سيتم إزالة فئات العيوب الثلاثة الخاصة بالشخصية مع الوقت.
قصة الطوفان:
رجل كان يغرق مع الطوفان فدعا الله أن ينجيه، ألقى له رجل على الشاطئ حبلاً، ولكنه رفض التقاطه مصرحاً: "إن الله سوف ينجيني". جرفته المياه بعيداً عن الشاطئ واقترب منه قارب وألقى إليه أحدهم سترة نجاة، رفض الإمساك بها قائلاً، "إن الله سوف ينجيني"، وأخيراً بينما هو يغرق متجهاً بسرعة نحو منحدر النهر، كانت طائرة هليكوبتر تحوم فوقه ولوح أحدهم بالحبل أمامه، صرخ الرجل: "لا، أشكرك، إن الله سوف يُنجيني." فهوى إلى حتفه، وبعد بضعة دقائق وقف أمام الله، كان غاضباً ظناً منه أن الله قد خذله، "لماذا لم تنجيني؟" فقال الرحمن، "ما الذي تتوقع مني فعله؟ أرسلت إليك رجلاً بحبل، ثم قارباً، وأخيراً الطائرة. لقد رفضت مساعدتي في المرات الثلاث."

فهرس الملخص:
الرقم
الموضوع
الصفحة

ماهي الانتكاسة
1

 المرض الإدمـاني
2

ما هو الانسـحاب
3

المحافظة على المعافــاة
3

أنماط أعراض ما بعد الانسحاب الحاد:
4

المعتقدات الخاطئة حول المعافاة والانتكاسة
4

الاشارات التحذيرية المبكرة للانتكاسة
5

المعافاة
6

أعراض الانتكاسة
6

الوقاية من الانتكاسة
7

إشراك الأسرة في مجموعة أعراض الانتكاسة
7

مجموعة المساعدة الذاتية للوقاية من الانتكاسة
8

قصة الطوفان
8

المصطلحات البحثية:
خطة منع الانتكاسة: A Relapse Prevention Plan
الادمان: Addiction
الاعتماد: Dependence
التحمل : Tolerance
الاعتماد الجسمي : Physical Dependence
اعراض الانسحاب : withdrawal symptoms
الاعتماد النفسي : Psychological Dependence
الاشتياق (اللهفة): Craving
الانسحاب: Withdrawal
المواد النفسية: Psychoactive drugs
الأخاييل: Hallucinations
أدوات الشفاء: The Tools of Recovery

الكتاب يوزع مجانا يمنع بيع الكتاب باي طريقة الرجاء عدم بيع الكتاب باي طريقة او محتويات 
هي لوجه الله تعالى نامل منكم للدعاء لكل من يساهم بنشر الكتاب او توزيعة مجانا 

اضغط هنا رابط التحميل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجالات الإرشاد النفسي المدرسي

  مجالات الإرشاد النفسي المدرسي   مقدمة: هناك العديد من مجالات الخدمة النفسية المتنوعة، فمنها إرشاد الأطفال، وإرشاد المراهقين، وإرشاد ...