بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2020

ضغوط مهنة التدريس وعلاقتها بأبعاد الصحة النفسية

 

ضغوط مهنة التدريس وعلاقتها بأبعاد الصحة النفسية لدى معلمي ومعلمات المرحلة الأساسية الدنيا في قطاع غزة -فلسطين-

 

 

بحث مقدم إلى المؤتمر التربوي الثالث

الجودة في التعليم الفلسطيني " مدخل للتميز "

الذي تعقده الجامعة الإسلامية  في الفترة من 30 - 31 أكتوبر 2007

 

 

 

الباحثان

د. باسم علي أبو كويك

د. عبد العظيم المصدر

قسم علم النفس

قسم علم النفس

كلية التربية-جامعة الأزهر

عميد كلية التربية بجامعة الأزهر

 

 

 

 

 

 

ملخص الدراسة :

هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على العلاقة بين ضغوط مهنة التدريس وأبعاد الصحة النفسية لدى معلمين ومعلمات المرحلة الأساسية الدنيا في قطاع غزة، كما هدفت إلى التعرف على ما إذا كانت هناك فروق ذات دلالة إحصائية في ضغوط مهنة التدريس وأبعاد الصحة النفسية لديهم، ومعرفة الفروق بين المعلمين والمعلمات في ضغوط مهنة التدريس وأبعاد الصحة النفسية.  وتكونت عينة الدراسة من 220 معلم ومعلمة (108 معلم) و (112 معلمة)، ممن يعملون في المدارس الحكومية ووكالة الغوث الدولية لتشغيل اللاجئين (UNRWA)، في مرحلة التعليم الأساسي الدنيا في قطاع غزة/ فلسطين، للعام الدراسي 2006/2007. وقد استخدم الباحثان مقياس الصحة النفسية للشباب إعداد (حامد زهران وفيوليت فؤاد، 1991)، ومقياس ضغوط مهنة التدريس إعداد (عماد الكحلوت ونصر الكحلوت، 2006).

وأظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات المعلمين والمعلمات على الدرجة الكلية لضغوط مهنة التدريس، وكذلك وجود فروق ذات دلالة إحصائية على الدرجة الكلية للصحة النفسية، كما وأظهرت النتائج وجود علاقة سالبة دالة إحصائياً بين الدرجة الكلية لضغوط مهنة التدريس والصحة النفسية بأبعادها ودرجتها الكلية لدى أفراد العينة.

في ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسة الحالية أوصى الباحثان بضرورة وضع وتصميم بعض الطرق والاستراتيجيات للحد من ضغوط مهنة التدريس التي يتعرض لها المعلم الفلسطيني وانعكاساتها السلبية على صحته النفسية والجسمية وبالتالي على العملية التعلمية التعليمية برمتها.

 

 

Abstract:

The current study aims at identifying the relationship between the Stresses of the teaching profession and the dimensions of the psychological health among teachers (males & females) at basic education stage in Gaza Strip / Palestine. It also aims to identify whether there are static significant differences in teaching profession stresses and the dimensions of Mental Health among them, and to know the differences between teachers (males & females) in the Stresses of teaching profession and dimensions of mental health. A sample of this study was consisted of (220) teachers: (108 male teachers) and (112 female teachers) who work in both Governmental and Relief Agency International Works Agency schools (UNRWA), at basic education stage in the Gaza Strip / Palestine, for the academic year 2006 / 2007. The two researchers used the scale of mental health of Youth which was designed by (Hamed Zahran and Violet Fouad, 1991), and the scale of the teaching profession stresses which was designed by (Emad H. El Kahlout, Nasr Kh. El Kahlout, 2006).

The results showed static significant differences in the total degree of the Stresses of teaching profession between teachers (males and females) degrees. It also showed static significant differences in the total degree of Mental Health & it also found a static significant negative relationship between the total degree of both teaching profession stresses profession and Mental Health with its dimensions. According to the results of the current study, the two researchers stressed on the necessity of putting some ways and strategies to decrease the stresses of teaching that the Palestinian teacher faces, and its negative effects on his psychological and physical health and so on the active and educational  process.

 

مقدمة:

تعد الضغوط من أهم سمات العصر الراهن، الذي يشهد تطورات وتغيرات سريعة في جميع مجالات الحياة، وأصبحت الضغوط تشكل جزءا من حياة الإنسان نظرا لكثرة التحديات التي يواجهها في هذا العصر ولذلك، فهي تكاد تنتشر في مختلف البيئات والمجتمعات وخاصة في بيئة الأعمال التي تتطلب من القائمين عليها التفاعل المباشر مع الناس مثل المعلمين والمعلمات وعلى وجه الخصوص الذين يعملون في المرحلة الأساسية الدنيا.

 

ويذكر كل من ماسلاش وجاكسون (Maslach and Jckson, 1981: 99-113) أنه وكنتيجة لظروف العمل فإن كثيرا من المعلمين يجدون أن مشاعرهم واتجاهاتهم نحو أنفسهم وتلاميذهم ونحو مهنتهم قد أصبحت أكثر سلبية مما كانت عليه. فقد يظهر لديهم انفعالات نفسية مختلفة مثل الغضب، القلق، قلة الحيلة، الانزعاج، أو تثبيط العزم، ومن ثم فقد يفقدون الدافعية نحو الإنجاز في عملهم، وهؤلاء الأشخاص يوصفون بأنهم يعانون من ضغوط العمل. وأظهرت الدراسة التي أجراها كل من فونتانا وأبو سريع أن بين كل أربعة مدرسين يوجد مدرس يدرك ضغوط مهنة التدريس في أعلى مستوياتها وأخطرها (Fontana & Abouserie, 1993: 261-270)، كما وأثبتت دراسة (محمد الدسوقي الشافعي، 1998: 201) أنه لا تكاد تخلو مدرسة مهما كانت، من مدرس واحد على الأقل يعاني ضغطا حادا، وأن بين كل خمسة مدرسين يوجد مدرس يعاني ضغطا حادا. ويذكر (موفق الكبيسي، 2003: 170) أن من نتائج ضغوط العمل خلق حالة من عدم التوازن بين الفرد وقدراته وحاجاته وتوقعاته من جهة، وبين ما يطلب منه القيام به من جهة أخرى، ويشير (السعادات، 2005) بأن علماء النفس قرروا أن الجهد العصبي الذي يصرفه المعلم في التدريس خلال ساعة زمنية واحدة يعادل الجهد الذي يقضيه أي موظف آخر ليشتغل بإحدى الوظائف الإدارية الأخرى.

 

ويعتقد الباحثان بأن ضغوط مهنة التدريس التي يواجهها المعلم قد يترتب عليها انعكاسات خطيرة تؤثر علي النواحي النفسية والجسمية والاجتماعية للمعلم والتي قد تمنعه من القيام بواجباته المهنية على أكمل وجه.

 

ويشير (محمد الدسوقي الشافعي، 1998: 187) بأن كل من براون (Brown, 1985)، وفرنسيس (Francis, 1985)، يتفقون على أن مهنة التدريس من أكثر المهن التي تسبب ضغطا نفسيا على المشتغلين بها. ويضيف الشافعي (نفس المرجع، 188) بأن مستوى الصحة النفسية للمعلمين يتأثر بمستوى ضغوط مهنة التدريس التي يتعرضون لها، فإن كانت هذه الضغوط التي يتعرضون لها في أدنى مستوياتها، فإن ذلك ينعكس إيجابا على نفسيتهم ويجعلهم يحبون مهنة التدريس ويقبلون عليها مما ينعكس بالإيجاب أيضا على أداء وتحصيل تلاميذهم ويمثل تحسينا وتطويرا للعملية التربوية، وهو ما ينشده الجميع. أما إذا كانت هذه الضغوط التي يتعرضون لها في مستويات عالية، فإن ذلك ينعكس سلبا على نفسيتهم ويجعلهم ينفرون من مهنة التدريس، فيؤدون أداء سلبيا وسيئا مما ينعكس على أداء وتحصيل تلاميذهم فيكون منخفضا وسيئا، بما يمثل إضعافا للعملية التربوية وسببا لعدم فاعليتها.

 

ويري (راشد محمد لطفي، 1992: 205-240) أن لظاهرة الضغط جانبان، الجانب الأول إيجابي ولا يلحق ضررا بالفرد بل يعتبر مفيدا، حيث يكون عامل حفز للفرد لبذل الجهد نحو النمو والتقدم وحسن الأداء، أما الجانب الثاني سلبي، ويتمثل في الألم الذي يعاني منه الفرد. وعندما يذكر الضغط غالبا ما ينصرف معناه إلى هذا الجانب الذي يشير إلى الجانب السلبي.

 

والدراسة الحالية تحاول الكشف عن العلاقة بين ضغوط مهنة التدريس ومستوى الصحة النفسية لدى معلمي ومعلمات المرحلة الأساسية الدنيا في قطاع غزة.

 

 

مشكلة الدراسة:

تتمثل مشكلة الدراسة الحالية في صورة التساؤل الرئيس التالي:

التساؤل الرئيس: ما طبيعة العلاقة بين ضغوط مهنة التدريس بأبعاد الصحة النفسية لدى معلمي ومعلمات المرحلة الأساسية الدنيا بقطاع غزة؟

وينبثق عن هذا التساؤل الرئيس التساؤلات الفرعية التالية:-

1- هل يختلف مستوى ضغوط مهنة التدريس باختلاف الجنس (معلم/ معلمة)؟

2- هل يختلف مستوى الصحة النفسية باختلاف الجنس (معلم/ معلمة)؟

3- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في ضغوط مهنة التدريس بين أفراد العينة تعزى لمتغيرات الدراسة: (الجنس، سنوات الخبرة)؟

4- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في أبعاد الصحة النفسية بين أفراد العينة تعزى لمتغيرات الدراسة: (الجنس، سنوات الخبرة)؟

5- هل توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين ضغوط مهنة التدريس والصحة النفسية لدى أفراد العينة؟

 

فروض الدراسة:

وبهدف الإجابة على تساؤلات الدراسة الحالية فقد تمت صياغة الفروض الصفرية التالية:                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 

1-    لا يختلف مستوى ضغوط مهنة التدريس باختلاف الجنس (معلم/ معلمة).

2-    لا يختلف مستوى الصحة النفسية باختلاف الجنس (معلم/ معلمة).

3- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في ضغوط مهنة التدريس بين أفراد العينة تعزى لمتغيرات الدراسة: (الجنس، سنوات الخبرة).

4- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في أبعاد الصحة النفسية بين أفراد العينة تعزى لمتغيرات الدراسة: (الجنس، سنوات الخبرة).

5- لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين ضغوط مهنة التدريس والصحة النفسية لدى أفراد العينة.

 

أهمية الدراسة:

 

تنبع أهمية هذه الدراسة في أنها تسلط الضوء على حجم المعاناة النفسية التي يتعرض لها معلمو ومعلمات المرحلة الأساسية الدنيا في مدارس قطاع غزة جراء تعرضهم لضغوط مهنة التدريس وما قد يترتب عليها من آثار يمكن أن تنعكس سلبا على صحتهم النفسية، وبالتالي قد تكون نتائج هذه الدراسة عونا لهم في تجنب ضغوط المهنة قدر الإمكان والتصدي لها عند وقوعها والتعامل معها وإدارتها بفعالية.

 

كما أن ندرة الدراسات في المجتمع الفلسطيني –على حد علم الباحثين- التي تعرضت لمثل هذا الموضوع كان سببا حقيقيا وأحد الدوافع الأساسية لإجراء الدراسة الحالية. ولذا، يأمل الباحثان أن يستفيد من هذه الدراسة المعلمون والمعلمات والمتخصصون والمسئولون التربويون العاملون في مجال التربية والتعليم ومجال الصحة النفسية والجامعات الفلسطينية وكل من يهمه الأمر بالوقوف على حجم ضغوط مهنة التدريس ومدى انعكاساتها على الصحة النفسية للمعلمين والمعلمات.

 

أهداف الدراسة:

تسعي الدراسة الحالية إلى تحقيق الأهداف التالية:

1-  التعرف على العلاقة بين ضغوط مهنة التدريس وأبعاد الصحة النفسية لدى معلمي ومعلمات المرحلة الأساسية الدنيا في قطاع غزة.

2-  معرفة ما إذا كانت هناك فروق ذات دلالة إحصائية في ضغوط مهنة التدريس وأبعاد الصحة النفسية بين معلمي ومعلمات المرحلة الأساسية الدنيا في قطاع غزة تعزى إلى متغيرات: (الجنس، سنوات الخبرة).

3-  محاولة الوصول إلى توصيات تعالج مشكلة ضغوط مهنة التدريس وانعكاساتها السلبية على الصحة النفسية للمعلم الفلسطيني في ضوء نتائج الدراسة.

مصطلحات الدراسة:

1- ضغوط مهنة التدريس: يعرف الباحثان الضغوط المدرسية كما أشار إليها كل من (عماد الكحلوت ونصر الكحلوت، 2006) بأنها استجابة المعلم لمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية التي يمكن أن ينشأ عنها تأثيرات نفسية وجسمية وسلوكية، ويدركها المعلم ويقيمها كمواقف غير سارة وتؤثر سلباً على أدائه لعمله كمعلم في المدرسة.

 

ويعرف الباحثان ضغوط مهنة التدريس إجرائيا بأنها: الدرجة التي يحصل عليها المعلم "المفحوص" على مقياس ضغوط مهنة التدريس المستخدم في الدراسة الحالية.

 

 2- الصحة النفسية: يعرف الباحثان الصحة النفسية كما أشار إليها كل من (حامد زهران وفيوليت إبراهيم، 1991) بأنها حالة دائمة نسبيا، يكون فيها الفرد متوافقا نفسيا (شخصيا وانفعاليا واجتماعيا أي مع نفسه ومع بيئته) ويشعر فيها بالسعادة مع نفسه، ومع الآخرين، ويكون قادرا على تحقيق ذاته واستغلال قدراته وإمكانياته إلى أقصى حد ممكن، ويكون قادرا على مواجهة مطالب الحياة، وتكون شخصيته متكاملة سوية، ويكون سلوكه عاديا، بحيث يعيش في سلامة وسلام.

 

ويعرف الباحثان الصحة النفسية إجرائيا بأنها: الدرجة التي يحصل عليها المعلم والمعلمة "المفحوص/ة" على مقياس الصحة النفسية المستخدم في الدراسة الحالية.

 

4-  المرحلة الأساسية الدنيا: هي المرحلة التي تبدأ من سن السادسة حيث يلتحق التلاميذ في الصف الأول الأساسي المرحلة الابتدائية والتي تستمر لمدة أربع سنوات أي حتى نهاية الصف الرابع الأساسي (دليل كلية التربية، 2002: 157).

 

الإطار النظري:

مقدمة:

يقسم الباحثان هذا الجزء إلى ثلاثة محاور. حيث يتناول الباحثان في المحور الأول الأدبيات التي تتعلق بضغوط مهنة التدريس من حيث تعريفها وطبيعتها، وفي المحور الثاني يستعرض الباحثان أهم النظريات المتعلقة بالضغوط ثم مصادر الضغوط، أما في المحور الثالث فيعرض الباحثان الأدبيات المتعلقة بمفهوم الصحة النفسية وذلك كما يلي:

 


أولا:- ضغوط مهنة التدريس:

- تعريف الضغوط من الناحية النفسية:

يعرض الباحثان في هذا الجزء تعريفات الضغوط بشكل عام ثم يتناولان مفهوم ضغوط مهنة التدريس بشكل خاص.

 

يعرف ماك جراف (Mc Graph, 1970: 211) الضغوط بأنها إدراك الفرد لعدم قدرته على إحداث استجابة مناسبة لمطلب أو مهام، ويصاحب هذا الإدراك انفعالات سلبية كالغضب، والقلق، والاكتئاب، وتغيرات فسيولوجية كرد فعل تنبيهي للضغوط التي يتعرض لها الفرد.

 

ويذكر سيلي (Selye, 1959: 25) بأن الضغط هو "استجابة الجسم غير المحددة نحو أي مطلب يفرض عليه"، ويعرف دالي (Daley, 1979: 325) الضغوط بأنها الحالة الناتجة عن عدم توازن بين مطالب الموقف وقدرة استجابة الفرد لهذا الموقف، بينما يعرف (فاخر عاقل، 1979) الضغط هو "حالة من التوتر النفسي الشديد".

 

ويشير كل من (طلعت منصور وفيولا الببلاوي 1989: 5-6) إلى أن الضغوط stress ظاهرة من ظواهر الحياة الإنسانية يخبرها الإنسان في مواقف وأوقات مختلفة تتطلب منه توافقا أو إعادة توافق مع البيئة. ويقولان بأن الضغوط المهنية قد تمثل عاملا هاما يسهم في مختلف الاضطرابات النفسية والجسمية.

 

ويري (شاكر قنديل، 1993: 445)، أن مفهوم الضغوط يشير إلى وجود عوامل خارجية ضاغطة على الفرد سواء بكليته أو على جزء منه وبدرجة تحدث لديه إحساسا بالتوتر أو تشويها في تكامل شخصيته، وحينما تزداد شدة هذه الضغوط فإن ذلك قد يفقد الفرد قدرته على التوازن ويغير نمط سلوكه عما هو عليه.

 

ويشير كل من (ميدل وهيث، 1981) نقلا عن (وفاء عبد الجواد، 1994: 11)، إلى أن الضغوط عبارة عن قوة تسبب جهدا فسيولوجيا وسيكولوجيا لدى الفرد عند تعرضه لمثير أو أن الضغوط رد فعل فسيولوجي وسيكولوجي وانفعالي وعقلي ناتج عن استجابات الأفراد للمثيرات البيئية والصراعات والأحداث الضاغطة المتباينة.

 

أما (صالح أبو حطب، 2006: 140) فيري أن الضغوط النفسية تتجلي في إطار كلي متفاعل، يتضمن الجوانب النفسية، والجسمية، والاقتصادية، والاجتماعية، والمهنية، ويتجلى ذلك التفاعل من خلال ردود فعل نفسية، انفعالية، فسيولوجية، لذلك فإن جميع الضغوط تعتبر ضغوطا نفسية.

 

يتضح من خلال التعريفات السابقة للضغوط أن هناك شبه اتفاق فيما بينها على أن الضغوط تتمثل بوجود مثيرات بيئية وعوامل خارجية وصراعات وأحداث متباينة يخبرها الفرد في مواقف وأوقات مختلفة وتسبب له جهدا فسيولوجيا وسيكولوجيا وتحدث لديه إحساسا بالتوتر أو تشويها في تكامل شخصيته أو قد تفقده قدرته على التوازن وتسهم في مختلف الاضطرابات النفسية والجسمية.

 

- طبيعة ضغوط مهنة التدريس:

على الرغم من الاهتمام المتزايد بموضوع ضغوط العمل وانتشار هذا المصطلح بشكل واسع هذه الأيام، إلا أن مفهومه يتباين من شخص لآخر. حيث يعرف بير ونيومان (Beer and Newman, 1978: 665-669) ضغط العمل بأنها حالة تنشأ عن التفاعل بين الناس وأعمالهم، وتتسم بإحداث تغييرات في داخلهم وتدفعهم إلى الانحراف عن أدائهم الطبيعي.

 

ويري كل من أوكي بوكولا وجيجدا (Okebukola, P. A & Jegede, 1989: 15) أن الضغوط المهنية Occupational stress تعبر عن حالة من الإجهاد العقلي أو الجسمي، وتحدث تقريبا نتيجة للحوادث التي تسبب قلقا أو إزعاجا، أو تحدث نتيجة لعوامل عدم الرضا أو نتيجة للخصائص العامة التي تسود بيئة العمل.

 

ويري بارون (Baron, 1993) في الدراسة التي أجراها كل من (ربحي عليان ومحمد خير أبو زايد، 2002: 335) بأن هناك ثلاثة اتجاهات لمفهوم ضغط العمل على النحو التالي: الاتجاه الأول: يتناول الضغط باعتباره أحد المؤثرات أو المنبهات التي توجد في البيئة ويحدث تأثيره على الفرد. الاتجاه الثاني: ويرى أن الضغط عبارة عن استجابة للمثيرات (مسببات الضغط). أما الاتجاه الثالث فيتناول الضغط باعتباره التفاعل الذي يحدث بين هذين العنصريين، مسببات الضغط والاستجابات نحوها.

 

وإذا كان (عباس إبراهيم متولي، 2000: 125) يعتبر أن الضغوط المدرسية هي مجموعة من الأحداث الضاغطة التي يتعرض لها المعلم أثناء القيام بمهنته، والتي تشكل تهديداً لذاته لأنها تكون أكبر من إمكاناته الذاتية، وتؤدى إلى استجابات انفعالية حادة ومستمرة لديه ويصاحب ذلك مظاهر سلبية تنعكس على أداء المعلم وحالته النفسية والسلوكية، فإن (نضال عواد ثابت، 2003: 11) ينظر إلى ضغوط العمل في البيئة المدرسية على أنها: مجموع الخبرات والحوادث التي تسود بيئة العمل وتسبب للمعلم انزعاجاً وتنعكس عليه نفسياً وسلوكياً.

 

من خلال التعريفات السابقة يتضح أن ضغوط مهنة التدريس كمفهوم إنما يدل على الموقف الذي تكون فيه ظروف ومتطلبات بيئة العمل على درجة أكبر من القدرة الذاتية لكل من المعلم والمعلمة لأن يقوموا بها وتفوق إمكاناتهم الخاصة على التأقلم والتعامل معها، وتؤدي إلى إحداث تغييرات في داخلهم وتسبب لهم الانزعاج والضيق والتوتر والألم وتدفعهم إلى الانحراف عن أدائهم الطبيعي فلا يستطيعون أداء العمل المطلوب منهم وتحمل مسؤولياته على الوجه الأكمل، فيشعرون بالضغط.

 

يتفق الباحثان مع ما ذهب إليه كل من (عماد الكحلوت ونصر الكحلوت، 2006) بأن ضغوط مهنة التدريس هي استجابة المعلم لمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية التي يمكن أن ينشأ عنها تأثيرات نفسية وجسمية وسلوكية، ويدركها المعلم ويقيمها كمواقف غير سارة وتؤثر سلباً على أدائه لعمله كمعلم في المدرسة.

 

 

ثانيا:- النظريات المتعلقة بالضغوط:

يستعرض الباحثان في هذا الجزء أهم النظريات المتعلقة بدراسة ضغوط مهنة التدريس وتأثيرها على الصحة النفسية للمعلمين والمعلمات ثم يتناولان أهم مصادر الضغوط على النحو التالي:

1- نظرية الضغوط: هنري موراي (Murray, 1938):

يشير عثمان (عثمان 2001: 100)  يعرف موراي Murray الضغط في أبسط معانيه بأنه صفة أو خاصية لموضوع بيئي أو لشخص تيسر أو تعوق جهود الفرد للوصول إلى هدف معين، وترتبط الضغوط بالأشخاص أو الموضوعات التي لها دلالات مباشرة تتعلق بمحاولات الفرد لإشباع متطلبات حاجته. ويميز موراي بين نوعين من الضغوط بحيث يشير إلى ضغوط بيتا Beta press باعتبارها تمثل دلالة الموضوعات البيئية كما يدركها الفرد ويفسرها، وكذلك يشير إلى ضغوط ألفا Alpha press باعتبارها تمثل خصائص الموضوعات البيئية كما توجد في الواقع.

 

ويضيف الرشيدي (1999: 66-67) أن موراي قدم قائمة بأهم الضغوط التي تواجه الفرد، وهي على النحو التالي:

7- ضغط ولادة أشقاء.

1- ضغوط نقص التأييد الأسري.

8- ضغط العدوان.

2- ضغط الأخطار والكوارث.

9- ضغط السيطرة والقسر والمنع.

3- ضغط النقص والضياع.

10- ضغط العطف على الآخر والتسامح.

4- ضغط الاحتجاز والموضوعات الكابحة.

11- ضغط العطف من الآخر وطلب الرفق.

5- ضغط النبذ وعدم الاهتمام والاحتقار.

12- ضغط الانقياد والمدح والتقدير.

6- ضغط الخصوم والأقران المتنافسين.

 

2- نظرية التقدير المعرفي: لازاروس (Lazarus, 1970): 

يري لازاروس (Lazarus & Coyne 1981: 144-157 ) أن الضغوط تحدث عندما يواجه الشخص مطالب ترهقه أو تفوق قدرته على التكيف وأن تفاعلا يحدث بين المطالب الخارجية والأساس البنيوي وقابلية الشخص للتأثر وبين كفاءة الشخص الدفاعية. كما وأشار لازاروس إلى دور الإحباط والصراع والتهديد في إحداث الضغوط. أما التقدير فيستخدمه لازاروس هنا للإشارة إلى التقدير المعرفي وهو يعتمد على أشياء أخرى مثل التعلم والخبرة السابقة للفرد.

 

كما ويري لازاروس (Lazarus, 1970) في نظرية التقدير المعرفي نقلا عن (فاروق السيد عثمان، 2001: 101) بأن الضغوط تنشأ عندما يوجد تناقص بين متطلبات الشخصية للفرد ويؤدى ذلك إلي تقييم التهديد وإدراكه في مرحلتين. الأولى: هي الخاصة بتحديد ومعرفة أن بعض الأحداث في حد ذاتها شيء يسبب الضغوط. والثانية: هي التي يحدد فيها أساليب حل المشكلات التي تظهر في الموقف.

 

ويتضح من هذه النظرية أن ما يعتبر ضاغطاً بالنسبة لمعلم ما لا يعتبر كذلك بالنسبة لمعلم آخر، ويتوقف ذلك على الحالة الصحية والسمات الشخصية للمعلم ومستوى تعلمه وخبراته الذاتية ومهارته في تحمل الضغوط، وعلى عوامل ذات صلة بالموقف الضاغط نفسه، وعوامل البيئة الاجتماعية كالتغيير الاجتماعي ومتطلبات مهنة التدريس.

 

3- النظرية الفسيولوجية لهانز سيلي (Hans Selye, 1976):

يعتبر هانز سيلي (Hans Selye) العالم الفسيولوجي الكندي من أوائل المساهمين في أبحاث الضغوط النفسية. ويذكر كل من (طلعت منصور وفيولا الببلاوي 1989: 7-8) بأن سيلي قدم نظريته حول التكيف الفسيولوجي للضغط، حيث انتهى من خلال دراساته المعملية إلى أن حشد الفرد لطاقاته لمواجهة الضغوط قد يدفع ثمنها في شكل أعراض نفسية-فسيولوجية. حيث يصف هذه الأعراض على أساس أطوار ثلاث للاستجابة للضغط تؤلف معا ما يطلق عليه "زملة التوافق العام" (Gas) General Adaptation Syndrome   وهي:

1- طور الإنذار بالخطر Stage of alarm reaction: وفي هذا الطور (الإنذار بالخطر)  يؤدي الضغط إلى تنشيط حشد آليات (ميكانيزمات) التوافق.

 2- طور المقاومة Stage of resistance: وفي الطور الثاني (المقاومة) يتطلب الضغط استخداما قويا لآليات التوافق مع التحمل والمكابدة في سبيل ذلك.

3- طور الإجهاد أو (الاستنزاف) Stage of exhaustion: وفي هذا الطور (الإجهاد أو الاستنزاف) فيؤدي الضغط إلى إنهاك آليات التوافق من خلال الاستخدام الزائد والمستمر لها.  

وتؤكد البحوث المختلفة التي أجراها "سيلي" على أن هذه الاستجابات المميزة لزملة التوافق العام للضغوط هي نفس نمط استجابة الجسم لأي ضغط، فالجسم يستجيب بنفس الطريقة لأي من الضغوط التي يتعرض لها الفرد.

 

4- النظرية الإدراكية لسبيلبرجر (1979 Spielberger,): 

تذكر (هانم حامد ياركندي، 1993: 28)، إلى أن سبيلبرجر (1979 Spielberger,) حدد مفهوم الضغط في ثلاثة أبعاد: الأول: مصدر الضغط وهو يبدأ بمثير يحمل تهديدا أو خطرا ما نفسيا أو جسميا، والثاني: هو إدراك الفرد للمثير، والثالث: يشكل رد فعل نفسي مرتبط بالتهديد، ومن هنا ترتبط شدة رد الفعل بمدى شدة المثير ومدى إدراك الفرد له.

 

يتضح من خلال استعراض النظريات الخاصة بالضغوط أن العلماء لم يجمعوا على تفسير جامع للضغوط ولم يصلوا إلى نظرية شاملة في الضغوط لذا نجد أن لكل منهم وجهة نظره الخاصة في تفسير ظاهرة الضغوط. ففي حين نجد أن موراي قدم قائمة بأهم الضغوط التي تواجه الفرد، وميز بين نوعين من الضغوط (ضغوط بيتا Beta press) و (ضغوط ألفا Alpha press)، فإن لازاروس يركز على دور الإحباط والصراع والتهديد في إحداث الضغوط كما ويشير إلى أن تقدير الفرد المعرفي للضغوط يعتمد على أشياء أخرى مثل التعلم والخبرة السابقة للفرد، بينما ركز سيلي في نظريته حول الضغوط النفسية على التكيف الفسيولوجي للضغط، حيث أشار إلى أن حشد الفرد لطاقاته لمواجهة الضغوط قد يدفع ثمنها في شكل أعراض نفسية-فسيولوجية، في حين اعتمد سبيلبرجر في تفسيره للضغوط على نظرية الدوافع، حيث رأي أن الضغوط تلعب دورا هاما في إثارة الاختلافات على مستوى الدوافع، كل حسب إدراكه للضغوط.

 

ويتفق الباحثين فيما ذهب إليه لازاروس في نظرية التقدير المعرفي على أن الضغط يحدث عندما تكون هناك مطالب على الفرد تفوق أو تزيد على إمكانياته التكيفية. فالضغط لا يقع هناك خارج المعلم في البيئة المدرسية وإنما يعتمد أيضا على الاستهداف البنيوي للمعلم ومدى ملاءمة آليات الدفاع لديه. ويؤكد لازاروس على الدور الذي يلعبه الإحباط والصراع والتهديد في إنتاج هذا الضغط، وهو ينظر للإحباط في صورة ضرر –بدني-نفسي- اجتماعي. وحيث أن ضغوط مهنة التدريس تحدث حينما يواجه المعلم مجموعة من المطالب والمهام والواجبات والمسئوليات المهنية التي تفوق قدرته على التكيف معها فقد يؤدي ذلك إلى حدوث خللا في العلاقة التفاعلية بين تلك المطالب الخارجية والأساس البنيوي للمعلم ويؤثر سلبا على قدراته وكفاءاته الدفاعية. كما ويمكن النظر إلى الضغط على أنه ظاهرة إدراكية تعكس العملية العقلية التي يحدد عن طريقها المعلم مطالب مهنة التدريس أثناء تفاعله معها وما إذا كانت هذه المطالب تمثل تهديدا له وما إذا كان سيستمر في تفاعله معها وما إذا كانت قدراته وطاقته الدفاعية تمكنه من مواجهة مثل هذه المطالب، وهذا ما يحاول الباحثان التعرف عليه في الدراسة الحالية فيما إذا كانت تختلف استجابة المعلمين للضغوط باختلاف بعض العوامل مثل الجنس، سنوات الخبرة.

 

 

 

 

- مصادر ضغوط العمل:

يري (أحمد ماهر، 1986: 424) أن الفرد يتعرض في حياته إلى ضغوط تأتي من مصادر مختلفة تعمل كل منها بشكل مستقل أو تتفاعل معا في تأثيرها على الفرد.

 

ويشير (حمدي علي الفرماوي، 1997: ص 153) إلى أن الكثير من الدراسات والبحوث اتفقت على وجود مصادر عامة للضغوط يختلف مستواها وتأثيرها من بيئة عمل إلى أخرى، وهي تتباين أيضا في تأثيراتها على العامل بتباين سماته الشخصية، وهذه المصادر هي:

1-   تعارض الأدوار المرتبطة بالعمل ويطلق عليه أحيانا "صراع الدور".

2-   مدى وضوح الدور المنوط به العمل، ويطلق عليه "غموض الدور".

3-   العبء الوظيفي، ويعني مدى استطاعة العامل الوفاء بمتطلبات الوظيفة.

4-   عدم مشاركة العامل في سياسات العمل وقراراته.

5-   غياب الدعم الاجتماعي للعامل وإنجازاته.

6-   صعوبات في البيئة المادية للعمل (الإضاءة- التهوية- درجة الحرارة.. إلى غير ذلك من الصعوبات).

 

وإذا كانت مجالات العمل المختلفة تزخر بمصادر الضغوط التي يمكن إرجاع بعضها إلى العامل والآخر إلى المؤسسة والبعض الثالث إلى البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الفرد كما يذكر (محمد السيد عبد الرحمن، 1999: 34)، فإنه وحسب تصنيف منظمة العفو الدولية تعد مهنة التدريس من أكثر مجالات العمل ضغوطا فهي أكثر المهن الضاغطة.

 

كما ويشير (حسين حريم، 2004: 278-288) إلى أن العوامل والظروف والمؤثرات التي يمكن أن تكون مصدر ضغط للفرد عديدة ومتنوعة. فمنها ما هو ناشئ عن العمل الذي يمارسه الفرد، أو عن جماعة العمل الذي ينتسب لها الفرد، ومن العوامل ما يتعلق بالمنظمة (هيكلها التنظيمية والعمليات التنظيمية، والسياسات..الخ)، كما أن حياة الفرد الخاصة يمكن أن تتسبب في الضغوط التي يواجهها الفرد. ومن المألوف أن يتعرض الإنسان لعاملين أو مؤثرين فأكثر في نفس الوقت، الأمر الذي يسبب في تصعيد درجة أو شدة الضغط الذي يتعرض له.

 

ويري الباحثان أنه وعلى الرغم من تنوع واختلاف أسباب ومصادر الضغوط التي يشعر بها المعلمون والمعلمات إلا أن الظروف المتعلقة بمهنة وبيئة التدريس بما تتضمنه من متطلبات ومهام ومسؤوليات وواجبات وأعباء مهنية...الخ ترتبط بأنشطة محددة يجب أن يقوم بها كل من المعلم والمعلمة لأداء عملهما أو وظيفتهما تعتبر أحد أهم تلك الأسباب والمصادر التي تشكل عاملا ضاغطا عليهم.

 

ثالثا:- الصحة النفسية:

يقسم الباحثان هذا الجزء إلى ثلاثة محاور. حيث يعرض الباحثان في المحور الأول مفهوم الصحة النفسية وفقا لآراء بعض الباحثين والعلماء، وفي المحور الثاني يعرضان مفهوم الصحة النفسية وفقا للتصورات النظرية في علم النفس، ثم يعرضان في المحور الثالث ضغوط مهنة التدريس وانعكاساتها على الصحة النفسية وذلك على النحو التالي:

مفهوم الصحة النفسية:

 يري (مصطفي فهمي، 1987) أن هناك مفهومين للصحة النفسية: ويشير مفهوم الصحة النفسية الأول إلى البرء من أعراض المرض العقلي أو النفسي، في حين يشير المفهوم الثاني إلى أن الصحة النفسية هي قدرة الفرد على التوافق مع نفسه ومع المجتمع الذي يعيش فيه، وهذا يؤدي به إلى التمتع بحياة خالية من التأزم والاضطراب، مليئة بالتحمس، ويعني هذا أن يرضي الفرد عن نفسه، وأن يتقبل ذاته كما يتقبل الآخرين.

 

ويعرف (عبد العزيز القوصي، 1982: 11) الصحة النفسية بأنها: التوافق التام أو التكامل بين الوظائف النفسية المختلفة مع القدرة على مواجهة الأزمات العادية التي تطرأ عادة على الإنسان مع الإحساس الإيجابي بالسعادة والكفاية.  

 

ويعرفها (علاء الدين كفافي، 1990: 8) بأنها: حالة من التوازن والتكامل بين الوظائف النفسية للفرد، تؤدي به أن يسلك بطريقة تجعله يتقبل ذاته، ويقبله المجتمع، بحيث يشعر من جراء ذلك بدرجة من الرضا والكفاية.

 

ويذكر (جمال الدين عطية، 1988: ص 158)، بأن كل من نجاتي والغزالي وابن القيم يتفقون على أن الشخص السوي المتمتع بالصحة النفسية، صاحب قلب سليم، قادر على تحقيق التوازن بين مطالب الجسم والروح، وقادر على إشباع حاجاتهما باعتدال في حدود ما أمر الله.

 

ويعرف كل من (حامد زهران وفيوليت إبراهيم، 1991) الصحة النفسية بأنها "حالة دائمة نسبيا، يكون فيها الفرد متوافقا نفسيا (شخصيا وانفعاليا واجتماعيا أي مع نفسه ومع بيئته) ويشعر فيها بالسعادة مع نفسه، ومع الآخرين، ويكون قادرا على تحقيق ذاته واستغلال قدراته وإمكانياته إلى أقصى حد ممكن، ويكون قادرا على مواجهة مطالب الحياة، وتكون شخصيته متكاملة سوية، ويكون سلوكه عاديا، بحيث يعيش في سلامة وسلام".

 

ونقلا عن (حامد زهران، 1994: 9) فإن منظمة الصحة العالمية WHO تعرف الصحة النفسية بأنها: حالة من الراحة الجسمية والنفسية والاجتماعية، وليست مجرد عدم وجود المرض.

 

من الملاحظ أن معظم التعريفات السابقة ركزت في تحديدها لمفهوم الصحة النفسية ليس فقط على ضرورة انتفاء وجود أعراض مرضية بل اشترطت بجانب عدم وجود أعراض المرض العقلي أو النفسي أن يمتلك الفرد بعض السمات والخصائص التي تساعده في تحقيق الصحة النفسية وذلك مثل: قدرة الفرد على التوافق مع نفسه ومع المجتمع الذي يعيش فيه، أن يرضي الفرد عن نفسه، وأن يتقبل ذاته كما يتقبل الآخرين، ويكون قادرا على تحقيق ذاته واستغلال قدراته وإمكانياته إلى أقصى حد ممكن، ويكون قادرا على مواجهة مطالب الحياة، الإحساس الإيجابي بالسعادة والكفاية، التوازن والتكامل بين الوظائف النفسية للفرد، أن يكون صاحب قلب سليم. ونظرا لعدم وجود تعريفا محددا للصحة النفسية يتفق عليه الباحثين السابقين فقد ارتأى الباحثان الحاليان تبني التعريف الأكثر شمولا للصحة النفسية وهو تعريف (حامد زهران وفيوليت إبراهيم، 1991).

 

 

ب- التصورات النظرية لمفهوم الصحة النفسية:

تنوعت التصورات النظرية لمفهوم الصحة النفسية وفق توجهات أصحاب مدارس علم النفس، حيث يشير (جواد الشيخ خليل، 2002: 40-41) إلى أن أصحاب التحليل النفسي يرون أن الصحة النفسية الجيدة تكمن في قدرة الأنا على التوفيق بين أجهزة الشخصية المختلفة ومطالب الواقع، أو في الوصول إلى حل الصراع الذي ينشأ بين أجهزة الشخصية التي تحدث عنها فرويد (الهو-الأنا- الأنا الأعلى) بعضها البعض، أو الصراع الذي ينشأ بين هذه الأجهزة ومطالب الواقع، غير أنهم يرون أن الإنسان لا يستطيع أن يصل إلا إلى تحقيق جزئي لصحته النفسية، إذ لا يستطيع الإنسان أن يحصل على السعادة والتقدم معا.

 

ويذكر (عبد السلام عبد الغفار، 1980: 17) أن أصحاب المدرسة السلوكية يرون أن الصحة النفسية السليمة تكمن في اكتساب الفرد عادات مناسبة، وفعالة تساعده في معاملة الآخرين، وعلى مواجهة المواقف التي تحتاج إلى اتخاذ القرارات.

 

ويري أصحاب الاتجاه الوجودي أن الصحة النفسية هي أن يعيش الإنسان وجوده ومعني أن يعيش الإنسان وجوده هو أن يدرك معنى هذا الوجود، أن يدرك إمكاناته، وان يكون حرا في تحقيق ما يريد، وبالأسلوب الذي يختاره، وأن يدرك نواحي ضعفه وأن يتقبلها، وأن يكون مدركا لطبيعة هذه الحياة بما فيها من متناقضات...

 

ويعتبر أصحاب الاتجاه الإنساني أن الصحة النفسية السليمة تكمن في مدى تحقيق الفرد لإنسانيته تحقيقا كاملا، بمعنى آخر هي الحالة النفسية العامة لمن استطاع أن يصل في حياته إلى مستوى متكامل من الإنسانية، ويختلف الأفراد فيا يصلون إليه من مستويات من حيث الإنسانية الكاملة، وهكذا يختلفون في مستويات صحتهم النفسية.

 

ويعتبر (السيد عبد الرحمن السمادوني، 1990: 729-763) أن الضغوط النفسية من المفاهيم ذات العلاقة بالصحة النفسية، حيث تشير مظاهر الضغوط إلى حدوث اختلال في الصحة النفسية للفرد. وتكمن خطورة استمرار الضغوط النفسية في آثارها السلبية التي من أبرزها حالة الاحتراق النفسي Burnout والتي تتمثل في حالات التشاؤم، واللامبالاة، وقلة الدافعية، وفقدان القدرة على الابتكار، والقيام بالواجبات بصورة آلية تدل على عدم الاندماج العاطفي.

 

وتذكر (اعتدال معروف، 2001: 65)، أن من يعيش تحت الضغوط لا يعمل بأمثل ما لديه, بل إنه كثيرًا ما يعاني من أعراض عدم التركيز، والآم الظهر، وقلة النوم، وشعور عام بفقدان الأمل، بل نجد أثرها السلبي على إنتاجية، وصحة، ورفاهية الإنسان عمومًا.

 

وحيث أن مفهوم الصحة النفسية -كما أجمع أصحاب المدارس والاتجاهات السابقة- يعني وجود مجموعة من السمات والخصائص لدي الفرد بحيث يكون متوافقا نفسيا مع ذاته ومع بيئته ووجود علاقة إيجابية مثمرة وخلاقة بينه وبين العالم من حوله تتضمن نجاح الفرد في محاولاته لتحقيق ذاته وإمكانياته المختلفة الجسمية والنفسية والاجتماعية وتتضمن تحقيق وجوده وتأكيد ذاته وتحقيق قدرا من الطمأنينة والرضا في العمل والأسرة وتمكنه من تحمل مطالب وأعباء الحياة ومواجهتها والتغلب عليها بما يدفع نحو الحياة الأفضل، فإن ضغوط مهنة التدريس تعيق المعلم أحيانا من تحقيق ذاته وخلق علاقات حسنة مع الآخرين (داخل وخارج المدرسة)، كما وقد تسفر عن تأثره وتعرضه لبعض المتغيرات النفسية الضارة، مثل: زيادة التوتر والصراع والقلق، والضيق وحدة الانفعال وما قد ينجم عنها من الإعياء أو الإجهاد والاضطراب النفسي وسوء التوافق الأمر الذي قد يؤدي إلى فشله في مواجهة مطالب المهنة والتكيف معها مما يعني عدم قدرته على الاستمرار في مواصلة أداءه وعمله.

 

ضغوط مهنة التدريس وانعكاساتها على الصحة النفسية:

تشير الدراسات إلى أن العديد من الباحثين والعلماء توجهت جهودهم للتعرف على مصادر ومسببات والآثار المترتبة على ضغوط العمل. ويتضح من نتائج الدراسة التحليلية التي أجراها بليز (Blase, 1986: pp. 13-40)، حول مصادر ضغوط العمل كما يدركها المعلمون أنفسهم، وجود انفعالات سلبية مصاحبة لإحساس المعلمين بضغوط العمل مثل: الغضب، الاكتئاب، الانزعاج، لوم الذات، وأعراض عضوية.

 

ويذكر كل من (طلعت منصور وفيولا الببلاوي 1989: 5-6) بأن الضغوط المهنية قد تمثل عاملا هاما يسهم في مختلف الاضطرابات النفسية والجسمية. فالعمل الذي يتصف بالأعباء الزائدة كما وكيفا، وبالتغير السريع، وبالمعايير غير الواقعية للأداء يكون مثقلا بالضغوط بالنسبة لمعظم الأشخاص. ومع ذلك فإن إدراك تلك الأعباء واستجابات العاملين قد تختلف من فرد لآخر. كما ويؤكدان أن ظاهرة الضغوط شأنها شأن معظم الظاهرات النفسية كالقلق والصراع والإحباط والعدوان وغيرها، هي من طبيعة الوجود الإنساني، وليس بالضرورة أن تكون الضغوط ظاهرة سلبية وبالتالي فإننا لا نستطيع الإحجام عنها أو الهروب منها أو أن نكون بمنأى عنها، لأن ذلك يعني نقص فعاليات الفرد وقصور كفاءته ومن ثم الإخفاق في الحياة.

كما ويوضح النموذج الذي طوره جبسون وآخرون (Gibson & others, 1994: 267-268)، خمس مجموعات من الآثار المترتبة عن ضغوط العمل وهي:

1-   آثار ذاتية (غير موضوعية) مثل: العدوانية، واللامبالاة، والقلق، والضجر، والإعياء/التعب، والإحباط.

2-   آثار سلوكية مثل: تناول المخدرات والمسكرات، والإفراط في الأكل والشرب أو التدخين، والميل إلى ارتكاب الحوادث.

3-   آثار ذهنية (معرفية) مثل: عدم القدرة على اتخاذ قرارات صائبة، وعدم القدرة على التركيز.

4-   آثار صحية وفسيولوجية مثل/ آلام الصدر والظهر، وآلام القلب، والربو، والإسهال وزيادة ضغط الدم، وزيادة السكر في الدم، وزيادة دقات القلب، وجفاف الحلق، والتعرق.

5-   آثار تنظيمية مثل: الغياب وضعف الولاء التنظيمي وضعف الأداء الوظيفي وعدم الرضاء الوظيفي.

 

وتشير الدراسات وفقا لما يذكره (موفق الكبيسي، 2003: 175) وجود علاقة كبيرة بين ضغوط العمل الشديدة وارتفاع ضغط الدم ومستوى الكولسترول في الدم والتي قد تؤدي إلي أمراض القلب والاضطرابات المعوية والتهاب المفاصل. وقد يكون هناك علاقة طردية بين ضغوط العمل ومرض السرطان. وأن الضغط النفسي والوضع التنافسي في العمل يزيد من الخطر القلبي بحوالي الضعف، كما ويقول بأن الخبراء يشيرون إلى أن الضغط النفسي 80 في المائة من الرجال يكونون أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية إذا ما واجهوا ضغوطات نفسية في العمل، وأن الخطر يزداد أكثر كلما تأثروا بهذه الضغوط بصورة أكبر.

 

ويري الباحثان، أن الآثار الناجمة عن الضغوط المهنية بشكل عام وفقا لبعض الباحثين لا تتعارض أو تختلف فيما بينها من حيث مضمونها من جهة ومن حيث مظاهرها من الجهة الأخرى حيث يتفق معظم الباحثين على أن ضغوط مهنة التدريس تكون سلبية وتسهم في مختلف الاضطرابات النفسية والجسمية التي تصاحبها انفعالات سلبية كالغضب، الاكتئاب، الانزعاج، والقلق، والضجر ولوم الذات، وآثار سلوكية وصحية وفسيولوجية وكذلك آثار تنظيمية مثل ضعف الأداء الوظيفي وعدم الرضاء الوظيفي، وذلك على الرغم من أن بعض الباحثين مثل (طلعت منصور وفيولا الببلاوي 1989، 5-6) يؤكدان أن ظاهرة الضغوط في أحد جوانبها يمكن أن تكون إيجابية ومفيدة للفرد بحيث يمكن اعتبارها كمطلب من مطالب تجديد الطاقة الجسمية ومن ثم زيادة فعاليات الفرد للنجاح في الحياة.

 

وهكذا، يمكن القول أن الضغوط المختلفة لمهنة التدريس التي يواجهها المعلم أثناء عمله في البيئة المدرسية لها انعكاساتها السلبية على النواحي النفسية والانفعالية والجسمية والاجتماعية عليه، لأن هذه الضغوط تتعارض مع التناغم الطبيعي لجسم الإنسان ونفسيته وقدراته الطبيعية، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة الضيق والتوتر والقلق والإحباط لديه، كما وقد يؤدي إلى تعب وإرهاق جسمي وعصبي يمنع المعلم من تحقيق التوازن ومن ثم يفشل في القيام بواجباته المهنية على أكمل وجه.

وهذا ما دفع الباحثان إلى الربط في دراستهما الحالية بين ضغوط مهنة التدريس بأبعاد الصحة النفسية لدى المعلمين والمعلمات لأن ضغوط مهنة التدريس ظاهرة اجتماعية لا سبيل إلى دراستها بمعزل عن البعد النفسي، وهي أيضا ظاهرة نفسية لا سبيل لفهمها إلا من خلال حاضنتها الاجتماعية أي المدرسة ومحيط العمل.

 

الدراسات السابقة:   

هناك العديد من الدراسات السابقة التي تناولت ضغوط العمل من ناحية والصحة النفسية من ناحية أخرى، وعلاقتهما بالعديد من المتغيرات. ولذلك، يقوم الباحثين بسرد لبعض الدراسات السابقة ذات الصلة المباشرة بموضوع الدراسة ومتغيراتها فقط من خلال تصنيفها إلى قسمين وذلك على النحو التالي:

 

أولا: دراسات تناولت ضغوط العمل وعلاقتها ببعض المتغيرات ذات الصلة بموضوع الدراسة الحالية:-

 

دراسة دنيهام ستيف (Dinham Steve, 1992):

وهدفت دراسة "دنيهام ستيف" (1992) إلى التعرف على أسباب استقالة المعلمين من مهنة التدريس. وهل الاستقالة هي استجابة واضحة للتعرض لضغوط قوية جداً؟. وتكونت عينة الدراسة من (57) معلم حديثي الاستقالة من التعليم الابتدائي بمقاطعة نيووويلز باستراليا. وكانت المقابلة هي الأداة المستخدمة في الدراسة لسؤال هؤلاء المعلمين عن رؤيتهم للأسباب التي أدت بهم إلى ترك المهنة.

 

وقد بينت نتائج الدراسة أن من أهم أسباب الاستقالة كان وصول المعلم إلى نقطة حرجة في اتجاهاته نحو مهنة التدريس تلك التي يعجز المدرس فيها عن مسايرة التغيرات في العملية التعليمية ومقاومتها، وأيضًا معاناته من الاتجاهات السلبية للمجتمع نحو مهنة التدريس ونقص العائد المادي وسوء أخلاق الطلاب وسوء العلاقة مع الزملاء.

 

دراسة (وهف بن علي القحطاني، 2000):

وهدفت دراسة "وهف بن علي القحطاني" (2000) للتعرف إلى أهم العوامل المدرسية المؤدية إلى قصور أداء المعلمين في المدارس الابتدائية بالرياض وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أبرزها: أن العوامل المدرسية المؤدية إلى قصور أداء المعلمين في المدارس الابتدائية بمدينة الرياض التي اشتملت عليها الدراسة قد حصلت على متوسطات حسابية تتراوح بين (3.11 - 3.94) من أصل (5) درجات، وقد جاءت مرتبة حسب الأهمية على النحو التالي: زيادة العبء التدريسي للمعلم، نقص إمكانات المدرسة وتجهيزاتها، زيادة كثافة الطلاب في الفصول الدراسية، العلاقات الإنسانية السلبية داخل المجتمع المدرسي، وأخيراً النمط الإداري لمدير المدرسة غير الديمقراطي.

 

دراسة (نضال عواد ثابت، 2003):

وبالنسبة لدراسة (نضال عواد ثابت، 2003) فقد سعت للتعرف إلى الفروق في ضغوط العمل لدى المعلمين والمعلمات في محافظات غزة والعلاقة بين الضغوط والاتجاه نحو مهنة التدريس. وتكونت عينة الدراسة من (375) معلماً ومعلمة من معلمي ومعلمات المرحلتين الأساسية والثانوية التابعة لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية في جميع محافظات غزة. واستخدم الباحث بعض الأدوات التي تمثلت باستبانة ضغوط العمل المدرسي إعداد الباحث، ومقياس الاتجاه نحو مهنة التدريس إعداد مجدي حبيب (1990). وقد أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق بين متوسطات درجات المعلمين والمعلمات في الدرجة الكلية لضغوط العمل المدرسي إضافة إلى عدد كبير من أبعادها لصالح مجموعة المعلمين الذكور. كما كشفت النتائج عن وجود ارتباط دال سالب بين ضغوط العمل المدرسي والاتجاه نحو مهنة التدريس في العينة الكلية وعينتي المعلمين والمعلمات باستثناء ضغط العلاقة مع أولياء الأمور والتلاميذ لم يكن دالاً في علاقته بالاتجاه نحو مهنة التدريس في العينتين الكلية والمعلمات.

 

دراسة (عماد الكحلوت ونصر الكحلوت، 2006):

هدفت الدراسة التي أجراها كل من "عماد الكحلوت ونصر الكحلوت" (2006) إلى الكشف عن مدى شيوع الضغوط المدرسية ومستوى الأداء والعلاقة بينهما. وتكونت عينة الدراسة من "66" من معلمي التكنولوجيا بالمرحلة الأساسية العليا من الجنسين بواقع "34 من المعلمين و32 من المعلمات" بمحافظتي غزة وشمالها. وتمثلت الأدوات التي استخدمها الباحثان بمقياس الضغوط المدرسية واستبانه ملاحظة الأداء من إعداد الباحثين.

 

وقد أظهرت نتائج الدراسة أن الضغوط المدرسية شائعة عند أفراد العينة من معلمي التكنولوجيا بالمرحلة الأساسية العليا عند مستوى 55.19%، وأن الضغوط المدرسية تتدرج في سلم أعلاه ضغوط سلوكيات التلاميذ وأدناه ضغوط العلاقة مع المدير. كما أن أداء المعلمين يقع عند مستوى 77.95%. وأن الأداء يتدرج في سلم أعلاه المجال الشخصي والإداري وأدناه مجال التقييم والتقويم. ولم تظهر نتائج الدراسة وجود علاقة بين الضغوط المدرسية وأداء معلمي التكنولوجيا.

 

ثانيا: دراسات تناولت ضغوط العمل في علاقتها بالصحة النفسية:-

 

دراسة ساراسون (Sarason, 1972):

 أظهرت دراسة "ساراسون" (1972) المشار لها في (هانم حامد ياركندي، 1993: 31) أن المدرس كلما طال عهده بممارسة مهنة التدريس كلما أصبح أقل تأثرا وحيوية واستجابة لما يحيط به من مؤثرات فيما يتعلق بالدور الذي يقوم به. وقد أرجع ساراسون ذلك إلى أن زيادة الخبرة تؤدي إلى الإحساس بالسأم والضجر وبالتالي فزيادة الخبرة قد تؤدي إلى انخفاض الدافعية للعمل، وتؤدي إلى زيادة مستوى الضغط عليه.  

 

دراسة دي فرانك وستروب (, Stroup CA, 1989DeFrank RS):

تناولت الدراسة التي قام بها كل من "دي فرانك وستروب" (1989) دراسة الضغط النفسي وعلاقته بصحة المعلم. كما وقد اهتمت دراستهما بتقييم العلاقة المتبادلة بين كل من العوامل الشخصية وضغط العمل والرضا الوظيفي والأعراض المرضية. وقد تكونت عينة الدراسة من 245 معلمة من المدارس الابتدائية في جنوب تكساس. وقد كان الاستطلاع هو الأداة المستخدمة في الدراسة. ومن ضمن التساؤلات التي تضمنها الاستطلاع هو أن العوامل الديموغرافية والخلفية التدريسية لا تؤثر على الضغط والرضا أو المخاوف الصحية. وقد بينت نتائج الدراسة أن ضغط العمل وعلى الرغم من أنه كان المؤشر الأقوى على الرضا الوظيفي، لكنه لم يكن ذو علاقة مباشرة بالمشكلات الصحية، وهذه النتيجة لم تكن متوقعة. كما وأظهرت النتائج أن المعلمات قد أشرن في إجاباتهن إلى مصادر إضافية للضغط، وكانت الكثير منها بيئية أو سياسية.

 

دراسة (مشيرة اليوسفي، 1990):

قامت "مشيرة اليوسفي" (1990) بدراسة عن ضغط المعلم وعلاقته بالتوافق. وقد هدفت في دراستها إلى التعرف إلى الفروق بين المعلمات المتزوجات وغير المتزوجات، والمعلمات ذوات الخبرة أكثر من (5) سنوات والمعلمات حديثي التخرج في درجة الضغط. وتكونت عينة الدراسة من (82) معلمة. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن الزيادة في درجة ضغوط المعلم يقابلها نقصان في درجة التوافق أي يكون سيء التكيف. كما ووجدت فروق بين المعلمات ذوات الخبرة والمعلمات حديثي التخرج لصالح المعلمات ذوات الخبرة.

 

دراسة (شوقيه إبراهيم، 1993):

وبالنسبة لدراسة "شوقيه إبراهيم" (1993) التي اهتمت بدراسة الضغط النفسي لدى الفئات الخاصة ومعلمي التعليم العام في ضوء جنس المعلم ومدة خبرته وعلاقته بتلاميذه وبزملائه وحاجاته الإرشادية، فقد تكونت عينة الدراسة من 80 معلم من معلمي الفئات الخاصة، و100 معلم بالتعليم العام بالمنصورة. وقد استخدمت الباحثة مجموعة من المقاييس وهي: مقاييس الإنهاك النفسي للمعلم، علاقات المعلم الشخصية بمدرسته ويشمل علاقته بتلاميذه وزملاؤه وإدارة مدرسته. وقد بينت نتائج الدراسة أن معلمي التربية الخاصة أكثر ضغوطًا من معلمي التعليم العام كما كشفت عن وجود ارتباطًا سالبًا بين مدة خبرة المعلم والضغوط النفسية لمهنة التدريس. أما بالنسبة لنوعية المعلمين، فقد تبين أن المعلمين الأكثر ضغوطًا هم الأكثر اضطرابًا في علاقاتهم بتلاميذهم وبزملائهم وبإدارة المدرسة. كما وبينت نتائج الدراسة أن أهم مصادر ضغوط مهنة التدريس هي: علاقة المعلم بطلابه وبزملائه وبإدارة مدرسته، وصراع وعبء الدور واتجاهات المجتمع نحو هذه المهنة.

دراسة (عزت عبد الحميد، 1996):

وفيما يخص دراسة "عزت عبد الحميد" (1996) فقد اهتمت بدراسة العلاقة الاجتماعية السائدة التي يلقاها المعلم وضغوط مهنة التدريس برضائه عن عمله. وتكونت عينة الدراسة من 187 معلم ومعلمة بالمرحلة الابتدائية منهم 97 ذكور و90 إناث. وقد تكونت الأدوات التي استخدمها الباحث من استبيان ضغوط العمل لهامل وبراكن ومقياس المساندة الاجتماعية والرضا عن العمل للستر.

 

أوضحت نتائج الدراسة أن المعلمين أكثر ضغوطًا من المعلمات في بعد استغلال المهارات، وفي حين لم تجد نتائج الدراسة فروقا بين الجنسين في الدرجة الكلية لضغط العمل، فقد وجدت ارتباطا سالبا بين ضغوط العمل ورضا المعلم عن عمله لدى الجنسين. كما وأظهرت النتائج أن المعلمات كنَّ أكثر رضا عن العمل من المعلمين، وسنوات الخبرة أيضًا ترتبط إيجابيًا برضا المعلم عن عمله أما المساندة الاجتماعية فلا تخفف من ضغط العمل إلا في بُعدَيْ: المساندة المالية ومساندة أسرة المعلم له.

 

 

دراسة (عباس إبراهيم متولي، 2000):

وقد هدفت الدراسة التي أجراها "عباس إبراهيم متولي" (2000) إلى التعرف إلى الفروق في الضغوط النفسية لدى معلمي المرحة الابتدائية تبعاً للجنس. وتكونت عينة الدراسة من (240) معلماً ومعلمة بالمرحلة الابتدائية من بعض المدارس بمحافظة دمياط. وأظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المعلمين والمعلمات في الضغوط النفسية لصالح المعلمات.

 

 كما وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن المعلمين والمعلمات مرتفعي الضغوط النفسية يميلون إلى العصاب والابتعاد عن الصحة النفسية، ويشعرون بالتوتر والانفعال والشك والتردد والإحساس بالنقص وعدم الكفاءة في أداء أعمالهم وتكون علاقاتهم برؤسائهم وزملائهم سلبية.

 

 

التعليق على الدراسات السابقة:

بعد استعراض الباحثان لبعض الدراسات السابقة فإنه يمكن استخلاص عدة نقاط من تحليل مما سبق عرضه من دراسات كما يلي:

 

- أنه لا توجد في البيئة الفلسطينية –على حد علم الباحثين- دراسة تناولت علاقة ضغوط مهنة التدريس بالصحة النفسية لدى معلمي ومعلمات المرحلة الأساسية الدنيا في قطاع غزة. أما الدراسات التي تناولت ضغوط العمل ببعض المتغيرات ذات الصلة بموضوع الدراسة الحالية أو في علاقتها بالصحة النفسية فقد أشارت في نتائجها إلى أن مصادر ضغوط مهنة التدريس التي يتعرض لها المعلمون تختلف من دراسة لأخرى مثل ضغوط العائد المادي والتعويضات للمهنة وعلاقة المعلم بطلابه وبزملائه وبالمشرفين وبالإدارة وكثرة المسؤوليات المهنية وزيادة العبء التدريسي وزيادة كثافة الطلاب في الفصول الدراسية وشروط العمل وبيئة العمل المادية وصراع وعبء الدور واتجاهات المجتمع نحو هذه المهنة بالإضافة إلى بعض المصادر البيئية والسياسية وذلك كما ورد في دراسات مثل: (, 1989DeFrank RS, Stroup CA)، (Dinham Steve, 1992)، (شوقيه إبراهيم، 1993)، (وهف بن علي القحطاني، 2000)، (نضال عواد ثابت، 2003)، (عماد الكحلوت ونصر الكحلوت، 2006).

 

- أشارت نتائج الدراسات التي تناولت العلاقة بين ضغوط مهنة التدريس والصحة النفسية إلى وجود علاقة سالبة بين ضغوط مهنة التدريس والصحة النفسية وذلك كما ورد في نتائج دراسات: (مشيرة اليوسفي، 1990)، (عزت عبد الحميد، 1996)، (عباس إبراهيم متولي، 2000)، أي أن ضغوط مهنة التدريس تؤدي إلى خفض في مستويات الصحة النفسية للمعلم.

 

- تباينت الأدوات المستخدمة في الدراسات السابقة ما بين (الاستطلاع) في بعض الدراسات وذلك كما ورد في دراسة (, 1989DeFrank RS, Stroup CA)، في حين تم استخدام (الاختبارات والمقاييس المتنوعة) كما ورد في دراسات: (شوقيه إبراهيم، 1993 (نضال عواد ثابت، 2003)، (عزت عبد الحميد، 1996)، (عماد الكحلوت ونصر الكحلوت، 2006)، بينما كانت (المقابلة) هي الأداة المستخدمة في بعض الدراسات الأخرى مثل دراسة:              (Dinham Steve, 1992). وقد استفاد الباحثان من خلال اطلاعهما على الدراسات السابقة في اختيار أدوات الدراسة الحالية وهي: مقياس ضغوط مهنة التدريس: إعداد (عماد الكحلوت ونصر الكحلوت، 2006)، ومقياس الصحة النفسية للشباب (حامد زهران وفيوليت إبراهيم، 1991).

 

- تتميز الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة بأنها تتناول بالدراسة مجموعة من المتغيرات التي لم يسبق وأن تطرق إليها الباحثين من قبل وخاصة فيما يتعلق بأبعاد الصحة النفسية.

 

- استفاد الباحثان من خلال العرض السابق في تحديد متغيرات الدراسة وهي ضغوط مهنة التدريس بأبعادها السبعة، والصحة النفسية بأبعادها الخمسة، وفي ضوئهما قام الباحثان باستخدام الأدوات المناسبة وتحديد حجم عينة الدراسة الحالية. كما واستطاع الباحثان تحديد المنهج الوصفي التحليلي، الذي يناسب موضوع البحث الحالي ويساعد في التحقق من فروض الدراسة للوصول إلى النتائج. وفي ضوء الدراسات السابقة أيضا تم وضع مجموعة من الفروض بهدف الإجابة على تساؤلات الدراسة الحالية.

 

المنهج وإجراءات الدراسة:

منهج الدراسة:

استخدم الباحثان في هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، الذي يعد طريقة في البحث عن الحاضر، ويهدف إلى تجهيز بيانات لإثبات فروض معينة تمهيداً للإجابة على تساؤلات محددة بدقة تتعلق بالظواهر الحالية، والأحداث الراهنة التي يمكن جمع المعلومات عنها في زمان إجراء البحث، وذلك باستخدام أدوات مناسبة (إحسان الأغا, 2002: 43).

 

عينة الدراسة:

تكونت عينة الدراسة الحالية من قسمين: العينة الأولي وهي العينة الاستطلاعية وتكونت من (38) معلماً ومعلمة أما العينة الثانية فهي العينة الفعلية وتكونت من (240) من معلمي ومعلمات المرحلة الأساسية الدنيا في قطاع غزة وهي عينة عشوائية، وقد استجاب منهم على أدوات الدراسة (220)، بواقع (114 من المعلمين) و (106 من المعلمات).

 

حدود الدراسة:

يتحدد مجتمع الدراسة بمعلمي مدارس المرحلة الأساسية الدنيا في قطاع غزة. كما تتحدد بمتغيراتها المتمثلة بضغوط مهنة التدريس والصحة النفسية لمعلمي المرحلة الأساسية الدنيا في الفصل الثاني من العام الدراسي 2006- 2007م.

 

أدوات الدراسة:

لتحقيق أهداف الدراسة الحالية استخدام الباحثان الأدوات التالية:

مقياس ضغوط مهنة التدريس: إعداد (عماد الكحلوت ونصر الكحلوت، 2006).

وصف المقياس:

يعتمد مقياس ضغوط مهنة التدريس في هذه الدراسة على قيام المعلم بالتقرير الذاتي للضغوط التي يواجهها أثناء عمله في البيئة المدرسية، واشتمل هذا المقياس في صورته النهائية على 69 فقرة موزعة على سبعة أبعاد هي: العبء والإنهاك الوظيفي 10 فقرات، العلاقة مع الموجه الفني 10 فقرات، العلاقة مع المدير والرؤساء 10 فقرات، العلاقة مع الزملاء المعلمين 10 فقرات، سلوكيات التلاميذ 10 فقرات، المكانة الاجتماعية 9 فقرات، العائد المادي 10 فقرات.

 

ويتم الاستجابة على فقرات الاستبانة وفقاً لتدرج خماسي على طريقة ليكرت والبدائل تتدرج من  (بدرجة كبيرة جداً وتقدر 5 درجات إلى بدرجة قليلة جداً وتقدر بدرجة واحدة). مع العلم بأن هناك فقرات إيجابية وأخرى سلبية أو عكسية التصحيح، ويتم احتساب درجة المفحوص بجمع الدرجة على كل بعد من أبعاد الضغوط وبجمع درجات المفحوصين على الأبعاد السبعة لاحتساب الدرجة الكلية للضغوط وتتراوح الدرجة الكلية للضغوط بين (69 - 345) وتعبر الدرجة المرتفعة عن ضغوط مرتفعة والدرجة المنخفضة عن ضغوط منخفضة.

أولاً: صدق المقياس:

صدق المقياس أو الأداة يعني صلاحيتها لقياس الخاصية أو السمة التي صممت لقياسها، وللتحقق من صدق المقياس اعتمد الباحثان صدق الاتساق الداخلي وتم حساب معامل ارتباط درجة كل بعد مع الدرجة الكلية لمقياس ضغوط مهنة التدريس. والجدول (1) يوضح ذلك:

 

جدول (1)

يبين قيم الارتباطات بين درجة كل بعد والدرجة الكلية لمقياس الضغوط

معامل الارتباط

البيان

0.571 **

1.    العبء والإنهاك الوظيفي

0.475 **

2.    العلاقة مع الموجه الفني

0.748 **

3.    العلاقة مع المدير

0.643 **

4.    العلاقة مع الزملاء المعلمين

0.622 **

5.    سلوكيات التلاميذ

0.599 **

6.    المكانة الاجتماعية

0.684 **

7.    العائد المادي


* دالة عند 0.05                   ** دالة عند 0.01

 

يتضح من الجدول (1) السابق أن جميع أبعاد مقياس ضغوط مهنة التدريس السبعة حققت ارتباطات دالة إحصائيا مع الدرجة الكلية للمقياس عند مستوى 0.01، مما يشير إلى أن المقياس يتسم بدرجة جيدة من صدق الاتساق الداخلي وأنه يصلح لقياس ضغوط مهنة التدريس للمعلمين من أفراد العينة. وكان (عماد الكحلوت ونصر الكحلوت، 2006) في دراستهما قد قاما بحساب صدق الاتساق الداخلي وتراوحت معاملات الارتباط للفقرة مع البعد عند مستوى دلالة بين (0.05-0.01) ، فيما تراوحت معاملات الارتباط بين (0.05  - 0.01) للبعد مع الدرجة الكلية. وهذا يؤكد بأن المقياس يصلح لقياس الضغوط المدرسية للمعلمين من أفراد العينة.

ثانيا: ثبات المقياس:

لحساب ثبات مقياس الضغوط تم استخدام طريقة التجزئة النصفية ومعادلة ألفا كرونباخ حيث قام الباحثان بحساب معامل ثبات المقياس باستخدام نفس درجات العينة الاستطلاعية من المعلمين (ن = 38 من الجنسين)؛ وذلك بطريقة التجزئة النصفية (صفوت فرج، 1997، 305) ويتم حساب معامل الارتباط بين درجات العينة على نصفي الاختبار حيث تم تقسيم الفقرات إلى نصفين، الأول يتضمن الفقرات الفردية والثاني يتضمن الفقرات الزوجية وذلك باستخدام معادلتي بيرسون ثم معادلة سبيرمان- براون "لتعديل طول الاختبار للبعد زوجي العدد وجتمان للبعد فردي عدد الفقرات؛ كما قام الباحثان بحساب الثبات باستخدام معادلة ألفا كرونباخ والجدول (2) التالي يبين قيم ارتباطات بين النصفين قبل وبعد التعديل وقيم ألفا:    

جدول (2)

يبين قيم الارتباطات بين نصفي المقياس وقيم ألفا لكل بعد

ألفا كرونباخ

معامل الثبات

معامل الارتباط

عدد الفقرات

البيان

0.828

0.798

0.664

10

1.      العبء والإنهاك الوظيفي

0.615

0.595

0.423

10

2.      العلاقة مع الموجه الفني

0.647

0.560

0.389

10

3.      العلاقة مع المدير

0.757

0.636

0.467

10

4.      العلاقة مع الزملاء المعلمين

0.768

0.552

0.381

10

5.      سلوكيات التلاميذ

0.713

0.623

0.540

9

6.      المكانة الاجتماعية

0.806

0.763

0.617

10

7.      العائد المادي

0.878

0.645

0.475

69

درجة ضغوط مهنة التدريس

 

يتضح من الجدول (2) أن جميع معاملات الثبات بعد التعديل وقيم ألفا لجميع أبعاد ضغوط مهنة التدريس ذات دلالة إحصائية عند مستوى أقل من 0.01، وبذلك يطمئن الباحثان إلى أنها ستعطي نتائج جيدة عن ضغوط مهنة التدريس لدى المعلمين من أفراد العينة.

 

مقياس الصحة النفسية للشباب: إعداد (حامد زهران وفيوليت إبراهيم، 1991).

وصف المقياس:

يتكون المقياس من 240 عبارة، تتوزع على خمسة عشر مقياسا فرعيا، إلى جانب مقياس الصدق. ويعتمد المقياس على أسلوب التقرير الذاتي Self Report حيث يقرر الفرد إذا كانت العبارة تنطبق عليه أو لا تنطبق، بحيث يمكن في النهاية الوقوف على صحته النفسية (حامد زهران وفيوليت إبراهيم، 1991). وقد اكتفى الباحثان باستخدام خمسة أبعاد وهم: (التوافق الاجتماعي- الصحة الجسمية- الطمأنينة- الصحة النفسجسمية - الاتزان الانفعالي).

ولكل منها 15 فقرة بحيث يكون عدد فقرات المقياس المستخدم في هذه الدراسة 75 فقرة. وتتم الاستجابة على فقرات المقياس "بنعم" التي تصحح بدرجتين، أو "لا" وتصحح بدرجة واحدة. كما وتتراوح درجة المفحوص على المقياس ما بين (75-150 درجة) وتعبر الدرجة المنخفضة عن صحة نفسية منخفضة فيما تعبر الدرجة المرتفعة عن صحة نفسية مرتفعة.

 

أولاً: صدق المقياس:

للتحقق من صدق مقياس الصحة النفسية، قام الباحثان بتطبيقه على نفس أفراد العينة الاستطلاعية (ن= 38) معلماً من الجنسين، وتم حساب صدق الاتساق الداخلي من خلال تقدير ارتباط درجة كل بعد مع الدرجة الكلية لمقياس الصحة النفسية. والجدول (3) التالي يوضح ذلك:

 

 

جدول (3) يبين قيم الارتباطات بين درجة كل بعد والدرجة الكلية لمقياس الصحة النفسية

معامل الارتباط

البيان

0.673 **

التوافق الاجتماعي

0.762 **

الصحة النفسجسمية

0.734 **

الطمأنينة

0.736 **

الاتزان الانفعالي

0.704 **

الصحة الجسمية


* دالة عند 0.05                   ** دالة عند 0.01

يتضح من الجدول (3) السابق أن جميع أبعاد مقياس الصحة النفسية الخمسة حققت ارتباطات دالة مع الدرجة الكلية للمقياس عند مستوى 0.01، مما يشير إلى أن المقياس يتسم بدرجة جيدة من الاتساق الداخلي وأنه يصلح لتقدير الصحة النفسية للمعلمين من أفراد العينة.

ثانيا: ثبات المقياس:

قام الباحثان بحساب معامل ثبات المقياس بطريقة التجزئة النصفية ومعادلة ألفا كرونباخ، والجدول (4) يبين قيم ثبات التجزئة النصفية، وقيم ألفا:   

جدول (4) يبين قيم الارتباطات بين نصفي المقياس وقيم ألفا لكل بعد

ألفا كرونباخ

معامل الثبات

معامل الارتباط

عدد الفقرات

البيان

0.632

0.671

0.505

15

التوافق الاجتماعي

0.629

0.614

0.443

15

الصحة النفسجسمية

0.620

0.564

0.393

15

الطمأنينة

0.715

0.752

0.602

15

الاتزان الانفعالي

0.639

0.491

0.325

15

الصحة الجسمية

0.858

0.804

0.672

75

الدرجة الكلية للصحة النفسية

 

يتضح من الجدول (4) أن جميع معاملات الثبات بعد التعديل وقيم ألفا لجميع أبعاد مقياس الصحة النفسية والدرجة الكلية ذات دلالة إحصائية عند مستوى أقل من 0.01، وبذلك يطمئن الباحثان إلى أنها ستعطي نتائج جيدة عن الصحة النفسية لدى أفراد العينة من معلمي المرحلة الأساسية الدنيا.

عرض النتـائج ومناقشتها:

1- نتائج الفرض الأول الذي ينص على: لا توجد فروق دالة إحصائياً في ضغوط مهنة التدريس لدى أفراد العينة تعزى للجنس (معلم/معلمة).

 

للتحقق من صحة الفرض الأول قام الباحثان باستخدام اختبار (ت)  t. testللمقارنة بين متوسطي درجات عينتي المعلمين (ن= 114) والمعلمات (ن= 106) على مقياس ضغوط مهنة التدريس. والجدول (5) يوضح ذلك.

جدول (5)

 يبين اختبار (ت) للفروق ضغوط مهنة التدريس تبعاً للجنس

قيمة (ت)

ومستوى الدلالة

معلمات

(ن = 106)

 

 

معلمين

(ن = 114)

البيان

الانحراف

المعياري

المتوسط

الحسابي

الانحراف

المعياري

المتوسط

الحسابي

0.75

6.791

31.17

6.828

31.86

العبء والإنهاك الوظيفي

3.71 **

6.649

25.55

6.408

28.82

العلاقة مع الموجه الفني

1.87

6.989

25.86

6.091

27.51

العلاقة مع المدير

3.32 **

5.783

20.41

5.616

22.97

العلاقة مع الزملاء المعلمين

1.63

6.474

32.66

5.725

34.01

سلوكيات التلاميذ

4.89 **

5.847

22.88

5.706

26.70

المكانة الاجتماعية

5.02 **

7.879

29.23

6.891

34.23

العائد المادي

5.03 **

28.558

187.81

25.499

206.14

درجة ضغوط مهنة التدريس

* دالة عند 0.05                                                         ** دالة عند 0.01

قيمة (ت) الجدولية (د.ح= 218) عند مستوى دلالة 0.05 = 1.96، وعند مستوى دلالة 0.01 = 2.57

 

بالنظر إلى الجدول (5) نجد أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة 0.01، بين متوسطي درجات المعلمين والمعلمات على الدرجة الكلية لضغوط مهنة التدريس وأبعاد (العلاقة مع الموجه الفني، والعلاقة مع الزملاء المعلمين، والمكانة الاجتماعية، وفي العائد المادي)، وكانت الفروق لصالح المعلمين، كما ويتبين من الجدول (5) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في بقية الأبعاد: (العبء والإنهاك الوظيفي، والعلاقة مع المدير، أو سلوكيات التلاميذ).

 

وبتأمل الجدول (5) نجد أن النتائج تتفق في بعض أبعاد ضغوط مهنة التدريس بين المعلمين والمعلمات وتختلف في بقية الأبعاد، وهذه النتيجة تتفق مع دراسة (عباس إبراهيم متولي، 2000)، (نضال عواد ثابت، 2003)، واختلفت مع دراسة (عزت عبد الحميد، 1996).

 

يعتقد الباحثان أن وجود فروق دالة إحصائياً بين المعلمين والمعلمات (وفقا للجنس) في بعض أبعاد ضغوط مهنة التدريس يرجع إلى تداخل عوامل ومتغيرات عديدة لعل أهمها اختلاف ردود الأفعال بين الذكور والإناث تجاه مصادر ضغط معينة، وغالبا ما تتوقف درجة إحساس كل من الجنسين بالضغط على طبيعة وحجم المشكلة التي يواجهها المعلم.

 

إن وجود فروق دالة إحصائياً (وفقا للجنس) في بعض أبعاد ضغوط مهنة التدريس (الموجه الفني، والعلاقة مع الزملاء المعلمين، والمكانة الاجتماعية، وفي العائد المادي) والتي كانت لصالح المعلمين، تعتبر نتيجة منطقية فهي تعكس الحالة التي يعيشها المعلم، فالمعلم هو الأكثر إحساسا بضغوط المهنة من المعلمة، وذلك لأن المعلم يري في عمله ومهنته مصدرا للدخل اللازم لتوفير حياة ومعيشة آمنة له ولأفراد أسرته. وحيث أن المعلم غالبا ما يمثل رب أسرة فهو وتمشيا مع النمط الثقافي للمجتمع يعتبر المسئول الأول والأخير عن تلبية الاحتياجات المادية المختلفة لجميع أفراد أسرته ومن ثم فهو بحاجة دائمة إلى وجود الدخل الكاف لسد احتياجاته الشخصية واحتياجات الآخرين الذين يعيلهم، وحتما سيتأثر ويشعر بالضغوط الناتجة عن قلة الراتب أو نقصه أو انقطاعه عنه الأمر الذي سيعيقه عن الوفاء بالتزاماته المادية والاقتصادية ويؤدي إلى اضطراب العلاقات بالزملاء أو بالموجه الفني ويؤثر سلبا على مكانته الاجتماعية.

 

أما فيما يتعلق بعدم وجود فروقاً بين المعلمين والمعلمات في باقي أبعاد ضغوط مهنة التدريس (العبء والإنهاك الوظيفي، والعلاقة مع المدير، أو سلوكيات التلاميذ)، فإن ذلك يعكس طبيعة ظروف العمل المتماثلة التي يتعرض لها كل من المعلم والمعلمة وأنهما يقومان بنفس المهام ويشتركان ويتعرضان لنفس متطلبات وظروف العمل، فالمهام والواجبات لا تختلف باختلاف جنس المعلم، وبالتالي فهي تفرز نفس مستوى الضغط سواء للمعلم أو للمعلمة.

 

2- نتائج الفرض الثاني الذي ينص على: لا توجد فروق دالة إحصائياً في ضغوط مهنة التدريس لدى أفراد العينة تعزى لسنوات خبرة المعلم.

 

وللتحقق من صحة الفرض الثاني قام الباحثان باستخدام تحليل التباين الأحادي للكشف عما إذا كانت توجد فروق في ضغوط مهنة التدريس تبعاً لسنوات الخبرة لأفراد عينة الدراسة (5 سنوات فأقل، 6- 10 سنوات، 11 سنة فما فوق)، والجدول (6) يبين قيمة (ف) ومستوى الدلالة.


جدول (6)

يبين تحليل التباين الأحادي لدرجات أفراد العينة على مقياس ضغوط مهنة التدريس تبعاً لسنوات الخبرة

قيمة ف

متوسط المربعات

درجات الحرية

مجموع المربعات

مصدر التباين

البيان

0.337

15.700

2

31.400

بين المجموعات

العبء والإنهاك الوظيفي

46.577

217

10107.309

داخل المجموعات

 

219

10138.709

المجموع

1.699

76.063

2

152.127

بين المجموعات

العلاقة مع الموجه الفني

44.779

217

9717.123

داخل المجموعات

 

219

9869.250

المجموع

1.360

58.621

2

117.242

بين المجموعات

العلاقة مع المدير

43.110

217

9354.844

داخل المجموعات

 

219

9472.086

المجموع

1.418

47.953

2

95.907

بين المجموعات

العلاقة مع الزملاء المعلمين

33.826

217

7340.325

داخل المجموعات

 

219

7436.232

المجموع

0.991

37.121

2

74.241

بين المجموعات

سلوكيات التلاميذ

37.470

217

8130.936

داخل المجموعات

 

219

8205.177

المجموع

0.573

21.184

2

42.368

بين المجموعات

المكانة الاجتماعية

36.993

217

8027.541

داخل المجموعات

 

219

8069.909

المجموع

0.276

16.829

2

33.659

بين المجموعات

العائد المادي

60.948

217

13225.777

داخل المجموعات

 

219

13259.436

المجموع

1.023

829.041

2

1658.082

بين المجموعات

درجة ضغوط مهنة التدريس

810.631

217

175906.900

داخل المجموعات

 

219

177564.982

المجموع

قيمة (ف) الجدولية (د.ح= 2، 217) عند مستوى دلالة  0.05 = 2.37، وعند مستوى دلالة 0.01 = 3.32

بالنظر للجدول (6) يتضح أنه لا توجد فروق دالة إحصائياً في أي من أبعاد ضغوط مهنة التدريس أو في الدرجة الكلية للضغوط تبعاً لسنوات خبرة المعلمين من أفراد العينة. أي أن ضغوط مهنة التدريس لا تختلف باختلاف سنوات الخبرة في مهنة التدريس.

 

ويعتقد الباحثين أن المعلمين من فئات سنوات الخبرة المختلفة يقومون بمهام وواجبات ومسئوليات متقاربة إلى حد ما اتجاه التلاميذ بالإضافة إلى تعرضهم للظروف نفسها التي قد تسبب ضغط العمل على الرغم من التباين في سنوات الخبرة بين المعلمين.

 

ففي حين يساهم المعلم ذوي الخبرة الأكثر بالأعمال الإدارية والإشرافية إلى جانب قيامه بأعباء مهمة التدريس مع الأخذ بعين الاعتبار أن زيادة الخبرة لدى المعلم قد تؤدي إلى إحساسه بالملل والضجر وبالتالي فزيادة الخبرة قد تؤدي إلى انخفاض الدافعية للعمل، وتؤدي إلى زيادة مستوى الضغط عليه (Sarason, 1972)، فإننا نجد المعلمين ذوي الخبرة الأقل يقومون بأعباء التدريس بالإضافة لتأدية بعض المهام التي توكل إليهم وإلحاقهم ببعض الدورات التعليمية التي يكلفون بها من أجل إكسابهم تجارب ومهارات جديدة وبالتالي يشعرون بضيق الوقت وكثرة المهام مما يزيد أيضا من مستوى الضغط عليهم. ولم تتفق هذه النتيجة مع نتيجة الدراسة التي أجرتها (مشيرة اليوسفي، 1990)، التي وجدت فيها فروق بين المعلمات ذوات الخبرة والمعلمات حديثي التخرج لصالح المعلمات ذوات الخبرة، ودراسة (شوقيه إبراهيم، 1993) التي كشفت عن وجود ارتباطًا سالبًا بين مدة خبرة المعلم والضغوط النفسية لمهنة التدريس.


 

3- نتائج الفرض الثالث الذي ينص على: لا توجد فروق دالة إحصائياً في الصحة النفسية لدى أفراد العينة تعزى للجنس (معلم/معلمة).

 

للتحقق من صحة الفرض الرابع قام الباحثان باستخدام اختبار (ت)  T. testللمقارنة بين متوسطي درجات عينتي المعلمين (ن= 114) والمعلمات (ن= 106) على مقياس الصحة النفسية، والجدول (7) يبين ذلك:

جدول (7)

 يبين اختبار (ت) للفروق الصحة النفسية تبعاً للجنس

قيمة (ت)

ومستوى الدلالة

معلمات

(ن = 106)

معلمين

(ن = 114)

البيان

الانحراف

المعياري

المتوسط

الحسابي

الانحراف

المعياري

المتوسط

الحسابي

0.73

1.622

28.30

1.821

28.13

التوافق الاجتماعي

2.61 **

2.467

25.60

2.604

26.50

الصحة النفسجسمية

2.44 *

2.714

24.84

2.819

25.76

الطمأنينة

2.47 *

2.273

26.68

2.475

27.48

الاتزان الانفعالي

1.15

2.423

25.77

2.710

26.17

الصحة الجسمية

2.38 *

8.157

131.21

9.360

134.05

الدرجة الكلية للصحة النفسية

* دالة عند 0.05                                                              ** دالة عند 0.01

قيمة (ت) الجدولية (د.ح= 218) عند مستوى دلالة 0.05 = 1.96، وعند مستوى دلالة 0.01 = 2.57

 

يتبين من الجدول (7) أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة 0.05، بين متوسطي درجات المعلمين والمعلمات على الدرجة الكلية للصحة النفسية، وعلى أبعاد الطمأنينة، والاتزان الانفعالي، وعند مستوى 0.01 على الصحة النفسجسمية، وكانت الفروق لصالح المعلمين، أي أن المعلمين أكثر صحة نفسية في هذه الأبعاد وفي الدرجة الكلية للصحة النفسية من المعلمات. فيما لم تجد الدراسة فروقاً بين المعلمين والمعلمات في بعدي: التوافق الاجتماعي والصحة الجسمية.

ويري الباحثان أن هذه النتيجة منطقية جدا حيث أنه ومن الطبيعي أن نجد فئة المعلمين (الذكور) يتمتعون بصحة نفسية أفضل من المعلمات (الإناث) وذلك بحكم تعدد الأدوار التي تؤديها المرأة وحجم المسئوليات والواجبات الكثيرة التي تقوم بها مقارنة بالرجل. وإذا نظرنا إلى مسئوليات المعلمة المتزوجة -على وجه التحديد- نجد أن مسئولياتها الأصلية التي يجب أن تتجه إليه في تفكيرها وجهدها هو بيتها وزوجها وأبنائها حيث أنها تسأل عنه يوم القيامة حيث يقول الرسول عليه الصلاة والسلام "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالمرأة راعية ومسئولة عن رعيتها".

 لذا، نجد أن من وظائف المعلمة أيضا بالإضافة إلى تعرضها للعديد من الضغوط خلال عملها في مهنة التدريس، أن تحمل وتضع وترضع وتربي وتتحمل مسئوليات البيت والأسرة والزوج فهي تارة تكون الزوجة أو المربية وتارة تكون الأم وهذه العمال العديدة التي تؤديها المعلمة داخل وخارج المدرسة تستنزف جهدها وطاقتها، وبالتالي إنه أمر طبيعي أن نجد المعلمة أكثر تعبا وأكثر إرهاقا وأقل شعورا بالصحة النفسية مقارنة بالمعلم. ومن المعروف بأنه كلما زادت وكثرت المسئوليات وتعددت الأدوار التي يقوم بها الفرد ازداد الضغط عليه وانخفض مستوى الصحة النفسية لديه، ولذلك من الطبيعي أن نجد أن المعلمين أكثر تمتعا بالصحة النفسية من المعلمات في هذه الأبعاد وفي الدرجة الكلية للصحة النفسية.

4- نتائج الفرض الرابع الذي ينص على: لا توجد فروق دالة إحصائياً في الصحة النفسية لدى أفراد العينة تعزى لسنوات خبرة المعلم.

للتحقق من صحة الفرض الخامس قام الباحثان بإجراء تحليل التباين الأحادي للكشف عن دلالة الفروق في الصحة النفسية تبعاً لسنوات الخبرة لأفراد عينة الدراسة (5 سنوات فأقل، 6- 10 سنوات، 11 سنة فما فوق)، ويوضح الجدول (8) يبين قيمة (ف) ومستوى الدلالة.

جدول (8) يبين تحليل التباين الأحادي لدرجات أفراد العينة على مقياس الصحة النفسية تبعاً لسنوات الخبرة

قيمة ف

متوسط المربعات

درجات الحرية

مجموع المربعات

مصدر التباين

البيان

 

*

3.517

10.250

2

20.501

بين المجموعات

التوافق الاجتماعي

 

2.915

217

632.458

داخل المجموعات

 

 

219

652.959

المجموع

 

1.812

11.908

2

23.816

بين المجموعات

الصحة النفسجسمية

 

6.572

217

1426.161

داخل المجموعات

 

 

219

1449.977

المجموع

 

**

4.834

36.640

2

73.279

بين المجموعات

الطمأنينة

 

7.580

217

1644.807

داخل المجموعات

 

 

219

1718.086

المجموع

 

*

3.497

19.826

2

39.652

بين المجموعات

الاتزان الانفعالي

 

5.669

217

1230.148

داخل المجموعات

 

 

219

1269.800

المجموع

 

0.417

2.785

2

5.571

بين المجموعات

الصحة الجسمية

 

6.684

217

1450.356

داخل المجموعات

 

 

219

1455.927

المجموع

 

*

4.234

325.454

2

650.908

بين المجموعات

الدرجة الكلية للصحة النفسية

76.868

217

16680.451

داخل المجموعات

 

219

17331.359

المجموع

قيمة (ف) الجدولية (د.ح= 2، 217) عند مستوى دلالة  0.05 = 2.37، وعند مستوى دلالة 0.01 = 3.32

بالنظر للجدول (8) يتضح أنه توجد فروق دالة إحصائياً عند مستوى دلالة 0.05، في الدرجة الكلية للصحة النفسية وفي بعدي التوافق الاجتماعي والاتزان الانفعالي، وعند مستوى دلالة 0.01 في بعد الطمأنينة تبعاً لسنوات خبرة المعلمين من أفراد العينة. وحسب المتوسطات الحسابية ونتائج اختبار شيفيه فقد تبين أن دلالة الفروق كانت بين متوسطات درجات ذوي الخبرة (5 سنوات فأقل) وذوي الخبرة (11 سنة فما فوق) وكانت جميع الفروق لصالح ذوي الخبرة العالية، والفروق بين المتوسطات في التوافق كانت (0.69 درجة)، وفي الطمأنينة       (1.35 درجة)، وفي الاتزان الانفعالي (0.88 درجة)، وفي الدرجة الكلية للصحة النفسية         (4.11 درجة). فيما لم تجد الدراسة فروقاً في الصحة النفسجسمية والصحة الجسمية تبعاً لسنوات خبرة أفراد العينة.

 

وهذه النتيجة تتفق مع نتائج دراسات: (مشيرة اليوسفي، 1990)، (عزت عبد الحميد، 1996)، اللتان أشارتا في نتائجهما إلى وجود فروق دالة إحصائياً في درجة التوافق وبرضا المعلم عن عمله بين المعلمين فئة حديثي التخرج وفئة ذوي الخبرة، في حين اختلفت مع نتائج الدراسة التي أجراها (Sarason, 1972)، التي بينت أن زيادة الخبرة لدى المعلم قد تؤدي إلى انخفاض الدافعية للعمل، وتؤدي إلى زيادة مستوى الضغط عليه.

 

يري الباحثان أن هذه النتيجة مقنعة بشكل كبير حيث أن المعلمين من فئة ذوي الخبرة الأقل (5 سنوات فأقل)، هم أكثر تعرضا لضغوط مهنة التدريس مقارنة بفئة المعلمين ذوي الخبرة العالية (11 سنة فما فوق)، وذلك لأن المعلمين حديثي الخبرة لم يكتسبوا بعد قدرا كافيا من الخبرة الخاصة بمهنة التدريس وبالتالي لم يحيطوا بعد بكل الضغوط التي قد تواجههم خلال عملهم، أي أنهم لم يعتادوا بعد على مثل هذه الضغوط وكيفية التعامل معها. كما وقد يكون عدد السنوات القليلة (5 سنوات فأقل) لعمل هذه الفئة من المعلمين في مهنة التدريس مؤشرا على صغر سنهم أي أنهم ينتمون للفئة العمرية الأصغر سنا، وبالتالي فهم ربما لم يحققوا بعد ما يفترض إنجازه من طموحات وأهداف خاصة بهم، مقارنة بالمعلمين من فئة الخبرة الأكثر حيث أنهم اعتادوا وبشكل متكرر على مواجهة ضغوط مهنة التدريس ويبدو أنهم تأقلموا معها بشكل ما أو بآخر. كما وتشير كثرة سنوات الخبرة (11 سنة فما فوق) إلى وقوع هؤلاء المعلمين في الفئة العمرية الأكبر سنا الأمر الذي يشير إلى أنهم قد أنجزوا في حياتهم الشخصية الكثير مما كانوا يودون إنجازه مثل تأمين مكانا للسكن والزواج وتكوين أسرة...الخ.

 

أما فيما يتعلق بعدم وجود فروقاً في بعدي الصحة النفسجسمية والصحة الجسمية تبعاً لسنوات خبرة أفراد العينة فقد يعود ذلك إلى طبيعة خصائص مهنة التدريس حيث أنها تتطلب لياقة بدنية مقبولة للقيام بالأعباء المختلفة لمهنة التدريس وهذا ما يدفع فئات المعلمين المختلفة إلى الحفاظ على صحتهم الجسمية تحديدا، كما أن طبيعة هذه المهنة تدفع باتجاه الحفاظ على صحتهم النفسجسمية علما بأن مزاولتها تقوم على أساس الحركة والنشاط والحيوية وهذه العناصر الثلاثة ذات أهمية بالغة للحفاظ على الصحة العامة. كما أن إدراك المعلمين لمدي أهمية صحتهم النفسجسمية والجسمية للقيام بالمهام والأعباء المختلفة لمهنة التدريس على أفضل وجه يدفعهم للحفاظ على صحتهم العامة بشكل ما أو بآخر.

 

5- نتائج الفرض الخامس الذي ينص على: لا توجد علاقة دالة إحصائياً بين ضغوط مهنة التدريس والصحة النفسية للمعلمين من أفراد العينة".

 

قام الباحثان للتحقق من صحة الفرض السابع بإيجاد معاملات ارتباط بيرسون بين درجات أفراد العينة من المعلمين على مقياس ضغوط مهنة التدريس ودرجاتهم على مقياس الصحة النفسية.

 

 

 

 

 

جدول (9)

يبين معاملات الارتباط بين ضغوط مهنة التدريس والصحة النفسية للمعلمين

درجة الصحة النفسية

الصحة الجسمية

الاتزان الانفعالي

الطمأنينة

الصحة

النفسجسمية

التوافق

الاجتماعي

البيان

**

0.302-

**

0.229-

**

0.174-

**

0.246-

**

0.318-

0.09 -

العبء والإنهاك الوظيفي

0.100-

0.047-

0.004-

0.019-

0.106-

**

0.252-

العلاقة مع الموجه الفني

**

0.258-

*

0.150-

**

0.193-

**

0.197-

**

0.202-

**

0.216-

العلاقة مع المدير

**

0.219-

0.119-

**

0.257-

0.024-

*

0.143-

**

0.339-

العلاقة مع الزملاء المعلمين

**

0.174-

**

0.179-

0.039-

0.112-

**

0.216-

0.071-

سلوكيات التلاميذ

**

0.277-

**

0.222-

*

0.150-

**

0.205-

**

0.225-

**

0.217-

المكانة الاجتماعية

*

0.167-

**

0.241-

0.041

**

0.202-

0.101-

0.035-

العائد المادي

**

0.342-

**

0.277-

*

0.169-

**

0.237-

**

0.307-

**

0.273-

درجة الضغوط مهنة التدريس

* دالة عند 0.05                                              ** دالة عند 0.01

 

وبالنظر للجدول (9) يتضح أنه توجد علاقة سالبة دالة إحصائياً بين الدرجة الكلية لضغوط مهنة التدريس والصحة النفسية بأبعادها ودرجتها الكلية لدى أفراد العينة.

 

وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسات: (مشيرة اليوسفي، 1990)، (عزت عبد الحميد، 1996)، (عباس إبراهيم متولي، 2000)، التي أشارت جميعها إلى وجود علاقة سالبة دالة إحصائياً بين ضغوط مهنة التدريس والصحة النفسية. ويعتبر الباحثان أن هذه النتيجة منطقية وتنسجم مع التراث العلمي والسيكولوجي للضغوط النفسية والصحة النفسية. لأن هذا يعكس أن الزيادة في درجات ضغوط المعلم يقابلها نقصان في درجة الصحة النفسية أي أنه يكون ذو صحة نفسية منخفضة، وذلك لأن مقياس ضغوط مهنة التدريس يختلف عن مقياس الصحة النفسية من حيث توزيع الدرجات، فبينما تدل الدرجة المرتفعة التي يحصل عليها المعلم/ة في مقياس ضغوط مهنة التدريس على درجة ضغط مرتفعة، نجد أن الدرجة المنخفضة في مقياس الصحة النفسية تدل على تمتع المعلم/ة بدرجة عالية من الصحة النفسية.

 

وتشير هذه النتيجة إلى أن تعرض المعلم إلى الضغط المرتفع في مهنة التدريس يؤثر على حالته النفسية، ويولد لديه الإحباط والتوتر والقلق والشعور بالتهديد والخطر النفسي، كما وقد يشعر المعلم نتيجة لذلك بالعزلة والانطواء وبأنه غير محبوب مما يؤثر على نمط تفكيره ويفقده اتزانه الانفعالي ومن ثم قد يفقده القدرة على التحكم في سلوكه وأدائه لمهامه وواجباته.

 

وفي ضوء هذه النتيجة، يري الباحثان أن المعلمين والمعلمات الذين يعملون في مهنة التدريس يواجهون ويتعرضون للعديد من ضغوط مهنة التدريس وأنها تؤثر بشكل سلبي على نفسيتهم وأداءهم ومشاعرهم واتجاهاتهم نحو أنفسهم ونحو مهنتهم ونحو أفراد أسرهم أيضا وهذه الظاهرة يسميها البعض الإنهاك النفسي أو الاحتراق النفسيBurnout . ويتفق الباحثان مع ما ذكره (عبد الرحمن، 1999: 85)، في أن الضغوط النفسية للعمل هي ظاهرة نفسية مثلها مثل القلق والعدوان وغيرها لا يمكن إنكارها بل يجب التصدي لها من قبل المختصين لمساعدة العامل على التكيف مع عمله وصولا إلى زيادة الإنتاج وجودته وبالتالي تنمية المجتمع وتقدمه. وقد اعتبر كل من (طلعت منصور وفيولا الببلاوي، 1989، 6-7) أنه ومن مدخل الوقاية والرعاية للصحة النفسية للمعلمين والتأكيد على أهمية الدور المهني للمعلم وفعالية ذلك الدور، ينبغي أن نضع في اعتبارنا أن التعرض المستمر للضغوط المهنية يمكن أن ينهك فعالية المعلم وكفاءاته وما لهذا من آثار سلبية على حياته الشخصية وحياة التلاميذ بل وعلى كفاية التعليم ذاته. ولذلك، يري الباحثان أنه من الطبيعي أن ينخفض مستوى الصحة النفسية لدي المعلم كلما ازدادت ضغوط مهنة التدريس عليه، وذلك لأن تعرض المعلم لمستويات عالية من ضغوط مهنة التدريس يؤثر على صحته النفسية ومزاجه وأنشطته المختلفة، وقد يؤدي ذلك لخلق حالة من عدم الاتزان لديه ويزيد من توتره ومن ثم يجعله يقع فريسة لأشكال عديدة من مظاهر سوء التكيف والتوافق الاجتماعي، كما وقد يكون عرضة للإصابة ببعض الاضطرابات الانفعالية مثل القلق والعداوة وزيادة العصبية والاكتئاب ومن ثم الشعور بالفشل والعجز الأمر الذي يترك تأثيرا سلبيا عليه وعلى سلوكه وعلاقاته الاجتماعية سواء داخل المدرسة أو خارجها. وهذا ما يفسر نفس العلاقة القائمة بين الأبعاد الفرعية لضغوط مهنة التدريس ودرجتها الكلية والأبعاد الفرعية والدرجة الكلية للصحة النفسية.

 

التوصيات:

في ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسة الحالية، يوصي الباحثان بما يلي:

1- ضرورة وجود سياسة محددة الأهداف ذات رؤية مستقبلية واضحة فيما يتعلق بخلق استراتيجيات جديدة للارتقاء بالمنظومة التعليمية وفي مقدمتها الاهتمام بالمعلم الذي هو العنصر الفاعل حقاُ في العملية التربوية.

2- العمل على وضع وتصميم استراتيجيات وقائية وعلاجية للحد من ضغوط مهنة التدريس التي يتعرض لها المعلم الفلسطيني لما تتركه من عواقب وخيمة الأثر على صحته النفسية والجسمية وبالتالي على العملية التعلمية التعليمية برمتها.

3- إعداد وتنفيذ ورش عمل دورية خاصة بالمعلمين حول كيفية التعامل مع الضغوط من أجل رفع مستوى السلوك التكيفي لديه في البيئة المدرسية، وخاصة في مجال التعامل مع التلاميذ والتكيف مع العبء الوظيفي والوضع الاجتماعي للمعلم.

4- اعتماد المقاييس والاختبارات النفسية والشخصية عند اختيار معلمي المستقبل بكليات التربية داخل جامعات الوطن حتى يتم اختيار الطلاب الأكثر تكيفا مع ضغوط مهنة التدريس.

5- مساعدة المعلم على تنمية قدراته الإبداعية والابتكارية من خلال إشباع حاجاته الثقافية والذاتية والمادية وذلك حتى ينجح في تحقيق تربية مستقبلية نوعية لأبناء مجتمعه.

6- إعطاء المزيد من الاهتمام لظروف العمل في المدارس من خلال توفير بيئة عمل مناسبة تجعل المعلمين قادرين على تقديم المزيد من الإنجازات ويشعرون بالراحة النفسية والاستقرار الوظيفي.

7- توفير الحوافز المعنوية والمادية للمعلمين وتشجيعهم وخلق فرص للترقية والتطوير الوظيفي لهم والعمل على تحسين أحوالهم المعيشية برفع مستوى العائد المادي الذي يتقاضونه شهريا بما يتناسب مع متطلبات الواقع وارتفاع مستوى المعيشة داخل المجتمع.

8- الوقوف إلى جانب المعلم والأخذ بيده من خلال رفع مكانته الاجتماعية ومساعدته في التصدي والحد من الضغوط المختلفة وضغوط مهنة التدريس على وجه التحديد التي تواجهه خلال مهنته كمعلم ومساعدته لتحقيق مستوى أفضل من الصحة النفسية والتكيف مع الظروف المستجدة حتى يستطيع تحمل مسئولياته المهنية في إعداد الأجيال نحو مستقبل أفضل باتت أكثر إلحاحا من ذي قبل وخاصة في مجال التربية والتعليم.

9- دعوة أولياء الأمور للمشاركة في إدارة وحل مشكلات أبنائهم المدرسية من خلال عقد الاجتماعات والجلسات المستمرة لمجالس الآباء والأمهات، لتزويدهم بأنجع الطرق والأساليب العلمية اللازمة للتعامل معها وإيجاد الحلول المناسبة لها.

 

ونظرا لاقتصار الدراسة الحالية على معلمي ومعلمات المرحلة الأساسية الدنيا في قطاع غزة، فإن الباحثين يوصيان بضرورة إجراء المزيد من الدراسات في مجال ضغوط العمل وتطبيقها على فئات وقطاعات أخرى من العاملين في مهن مختلفة.

 

 

 

 

 

المراجع:

أولا: المراجع العربية:

1- ابراهيم عبد الهادي الزبيدي (1991): علم النفس الصناعي، كلية التربية الثانية/ جامعة بغداد

2- أحمد ماهر (1986): السلوك التنظيمي: مدخل بناء المهارات، الإسكندرية، المكتب العربي الحديث، ص 424

3- اعتدال معروف (2001): مهارات مواجهة الضغوط في الأسرة والعمل والمجتمع، مكتبة الشقري، الرياض، ص 65

4- إحسان الأغا (2002): البحث التربوي وعناصره – مناهجه وأدواته, ط4, الجامعة الإسلامية, غزة.

5- السيد عبد الرحمن السمادوني (1990): إدراك المتفوقين عقليًا للضغوط والاحتراق النفسي في الفصل المدرسي وعلاقته ببعض المتغيرات. المؤتمر السنوي السادس لعلم النفس في مصر، ص 729-763

6- جمال الدين عطية (1988): المسلم المعاصر، مجلة فكرية ثقافية، تعالج قضايا الاجتهاد المعاصر في ضوء الأصالة الإسلامية: العددان 51-52 دار البحوث العلمية للنشر والتوزيع، الصفاه، الكويت، ص 158.

7- جواد الشيخ خليل (2002): الاغتراب وعلاقته بالصحة النفسية لدى طلبة الجامعات الفلسطينية في محافظات غزة، رسالة ماجستير، جامعة الدول العربية، القاهرة، ص 40-41

8- حامد زهران وفيوليت إبراهيم (1991): مقياس الصحة النفسية للشباب، كراسة التعليمات، مكتبة عالم الكتب، القاهرة

9- حامد زهران (1994): الصحة النفسية والعلاج النفسي، مكتبة عالم الكتب، القاهرة ص 9

10- حسين حريم (2004): السلوك التنظيمي: سلوك الأفراد والجماعات في منظمات الأعمال، دار الحامد للنشر، ص 278-288

11- حمدي علي الفرماوي (1990): ضغوط العمل والاتجاه نحو التدريب لدي المتدربين أثناء الخدمة في الكويت. المجلة المصرية للدراسات النفسية: العدد 17- المجلد: السابع، أغسطس، صص 139-158

12- خليل إبراهيم السعادات (2005): ضغوط المعلم المهنية، صحيفة الجزيرة، أول صحيفة سعودية تصدر على شبكة الانترنت، العدد: 11914، الخميس 12-05-2005

13- دليل كلية التربية (2002): جامعة الأزهر بغزة، ص 157.

14- راشد محمد لطفي (1992): نحو إطار شامل لتفسير ضغوط العمل وكيفية مواجهتها، الإدارة العامة، ع75، ص 205-240.

15- ربحي عليان ومحمد خير أبو زايد (2002): ضغوط العمل لدى العاملين في المكتبات الجامعية الحكومية والخاصة في الأردن، مجلة العلوم التربوية تصدر عن عمادة البحث العلمي الجامعة الأردنية: دراسات، المجلد: 29، العدد 2، ص 334-335

16- شاكر قنديل (1993): معجم علم النفس، د. فرج عبد القادر طه، دار الصباح، ص 445

17- شوقيه إبراهيم (1993): الضغوط النفسية لدى معلمي التربية الخاصة ومعلمي التعليم العام -رسالة دكتوراه غير منشورة- كلية التربية جامعة المنصورة

18- صالح أبو حطب (2006): الضغوط النفسية وأساليب مواجهتها كما تدركها المرأة الفلسطينية في محافظة غزة، رسالة ماجستير منشورة، مجلة التقويم والقياس النفسي والتربوي تصدر عن شبكة التربية العربية، المجلد الثاني عشر، العددان 22،21  ص 140.

19- صفوت فرج (1997): القياس النفسي، ط3، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية

20- طلعت منصور وفيولا الببلاوي (1989): قائمة الضغوط النفسية للمعلمين- كراسة التعليمات- مكتبة الانجلو المصرية، ص 5،8

21- عباس إبراهيم متولي (2000): الضغوط النفسية وعلاقتها بالجنس ومدة الخبرة وبعض سمات الشخصية لدى معلمي المرحلة الابتدائية، المجلة المصرية للدراسات النفسية، الأنجلو المصرية، القاهرة، المجلد 10، العدد 26، أبريل، ص 125.

22- عبد السلام عبد الغفار (1980): مقدمة في الصحة النفسية، القاهرة، دار النهضة العربية، ص ص 17، 19

23- عبد العزيز القوصي (1982): أسس الصحة النفسية، الطبعة السابعة، القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، ص 11

24- عزت عبد الحميد (1996): المساندة الاجتماعية وضغط العمل وعلاقة كل منهما برضا المعلم عن عمله رسالة دكتوراه غير منشورة- كلية التربية بالزقازيق.

25- علاء الدين كفافي: الصحة النفسية، الطبعة الثالثة، القاهرة: هجر للطباعة والنشر، 1990 ص8

26- عماد الكحلوت ونصر الكحلوت (2006): الضغوط المدرسية وعلاقتها بأداء معلمي التكنولوجيا بالمرحلة الأساسية العليا، دراسة مقدمة للمؤتمر الأول بجامعة الأقصى بغزة "المناهج الفلسطينية الواقع والتطلعات"

27- فاخر عاقل (1979): معجم علم النفس، دار العلم للملايين، بيروت، ط2

28- فاروق السيد عثمان (2001): القلق وإدارة الضغوط النفسية، القاهرة، دار الفكر العربي، ص 101

29- محمد الدسوقي عبد العزيز الشافعي (1998): ضغوط مهنة التدريس مقارنة بضغوط المهن الأخرى وفي علاقتها بالمعتقدات التربوية للمعلمين، المجلة التربوية تصدر عن مجلس النشر العلمي-جامعة الكويت: المجلد: 12، العدد 48، ص ،187، 188، 200، 201

30- محمد السيد عبد الرحمن (1999): علم الأمراض النفسية والعقلية: الجزء الثاني، دار قباء للطباعة والنشر، القاهرة، ص 34، 85

31- مشيرة اليوسفي (1990): ضغوط الحياة الموجبة والسالبة وضغوط عمل المعلم كمتنبئ للتوافق. مجلة البحث في التربية وعلم النفس، جامعة المنيا، العدد الرابع، المجلد: الثالث

32- مصطفي فهمي (1987): الصحة النفسية: دراسات في سيكولوجية التكيف، الطبعة الثانية، القاهرة، مكتبة الخانجي

33- موفق محمد الكبيسي (2003): ضغوط العمل وتأثيرها على الأداء الوظيفي- دراسة ميدانية على قطاع البنوك القطرية-، المجلة العلمية للبحوث والدراسات التجارية، ص 170، 175

34- نضال عواد ثابت (2003): ضغوط العمل وعلاقتها بالاتجاه نحو مهنة التدريس لدى المعلمين بمحافظات غزة، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الأزهر، غزة، ص 11

35- هارون توفيق الرشيدي (1999): الضغوط النفسية طبيعتها نظرياتها برنامج لمساعدة الذات في علاجها، ص 66-67

36- هانم حامد ياركندي (1993): مستوى ضغط المعلم وعلاقته بالطمأنينة النفسية وبعض المتغيرات الديموغرافية، المجلة المصرية للدراسات النفسية: العدد 2، ص 28-31

37- وفاء عبد الجواد (1994): فعالية برنامج إرشادي في خفض الضغوط لدى عينة من المعلمين، (رسالة دكتوراه غير منشورة كلية التربية الحكومية في غزة)، ص 11

38- وهف بن علي القحطاني (2000): العوامل المدرسية المؤدية إلى قصور أداء المعلمين في المدارس الابتدائية بمدينة الرياض، ملخص رسالة ماجستير، رسالة الخليج العربي، تصدر عن مكتب التربية العربي لدول الخليج، العدد 77، السنة 21.

 

ثانيا: المراجع الأجنبية: 

39- Beer, Tand Newman H., (1978): Job Stress. Personnel Psychology. Winter pp. 665-669.

40- Blase, Joseph., (1986): Aqualitative analysis of sources of teacher stress: Consequences for performance. American Educational Research Journal. Vo.23, No. 1, PP. 13-40

41- Blix, A .G. et al., (1994): Occupational stress among university teachers. ERIC Database. No. EJ 487448.

42- Borg, M. G. & Riding, R . J., (1993): Toward a model for the determinants of occupational stress among school teachers . ERIC . Database . NO . EJ 450725

43- Borg, M. G. et al., (1991): Stress in teaching: a study of occupational stress and its determinants job satisfaction and career. ERIC Database. NO . EJ 440197.

44- Claro S, Bedregal P., (2003): Mental health status of teachers in 12 schools of Puente Alto, Santiago, Chile., 131(2):159-67, PMID: 12708254 [PubMed - indexed for MEDLINE]

45- Daley, M.R., (1979): Burnout: Smouldering problem in protective services", Social work, 24, 5, p.325

46- DeFrank RS, Stroup CA.., (1989): Teacher stress and health; examination of a model.

47- Dinham, Steve., (1992): Human perspectives on teacher Resignation: Darwen, New sauth wales: Asshalia.

48- Fontana, C. and Abouserie, R., (1993): Stress levels, gender and personality factors in teachers. British Journal of Educational Psychology, 63, 261-270

49- Gibson, J., Ivancevich, J., and Donnelly, J., (1994): Organizations: Behavior, Structure. Processes, 8th. Ed., Boston, Irwin,  pp. 267-268

50- Hansen, J. & Sullivan, B., (2003): Assessment of workplace stress: occupational stress, its consequences and common causes of teacher stress. ERIC Database. No. ED 480078.

51- Johnstone, M., (1994): Teachers workload and associated stress. ERIC Database. No. ED 368716.

52- Lazarus R. S. & Coyne. J. C., (1981): Cognitive style stress perception and coping (IN), (IL) Kutach L. B. Schlesinger and associates (eds) hand book on stress and anxiety, Jessy bass publishers, pp. 144-157

53- Maslach, D. and, C. and Jackson, S.E., (1981): The measurement of experiences burnout. Journal of Ocupational Behaviour, Vol.2, pp. 99-113

54- Mc Graph J. E., (1970): Social and psychological factors in stress N.Y.Holt, Rinehart and Winston, p.211

55- Okebukola, P. A & Jegede, O. J. (1989): Determinants of Occupational Stress among Teachers in Nigeria. Educational Studies, 15, 23-36PMID: 2926704 [PubMed - indexed for MEDLINE

56- Selye, H., (1959) Stress without Distress. Philadelphia Loppin cott. P.25

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجالات الإرشاد النفسي المدرسي

  مجالات الإرشاد النفسي المدرسي   مقدمة: هناك العديد من مجالات الخدمة النفسية المتنوعة، فمنها إرشاد الأطفال، وإرشاد المراهقين، وإرشاد ...