بحث هذه المدونة الإلكترونية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات التوحد. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات التوحد. إظهار كافة الرسائل

السبت، 7 نوفمبر 2020

مرض التوحد

 

 

 

 

 

 

 

Bernadette ROGÉ

 

 

 

 

 

 

مرض التوحد

 

فَهم وتعامُل

 

الصحة والتعليم والإدماج

 

 

 

مقدمة J.-F. Chossy

 

الطبعة الثانيّة

 

 

 

دار النشر

DUNOD

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الجزء الخامس

-----------------

 

  تنظيم

 البرامج

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثالث عشر

--------------

برنامج TEACCH

 

 

ما هو برنامج  TEACCH؟

أُنشِئَ قسم  TEACCH(معالجة وتعليم أطفال التوحد وإعاقات التواصل الأخرى) في الولايّات المتحدة منذ أكثر من ثلاثين عام وهو معترف به رسميًّا كبرنامج للولايّة في عام 1972. ومنذ هذا التاريخ، تقدم ولايّة كارولايّنا الشماليّة مجموعة من الخدمات إلى الأشخاص المصابين بمرض التوحد وإلى أسرهم من خلال اقتراح عملية متابعة تبدأ منذ لحظة التشخيص وتستمر حتى سن البلوغ. ويُعتَبَر التعليم المتوافق مع خصائص الأشخاص المصابين بمرض التوحد هو الأداة الأساسيّة للتدرج نحو الاستقلاليّة والرفاهيّة في كافة مراحل الحياة. ويهتم الآباء بالعمل المُحرَز اهتمامًا بالغًا إذ أنهم ينخرطون يوميًّا في العنايّة بأطفالهم. ويُعد الأستاذ Eric Schopler، أخصائي نفسي، هو المؤسس لقسم TEACCH وهو الذي تولى إدارته لعدة سنوات. أما الآن، فإن الأستاذ Gary Mesibov، أخصائي نفسي أيضًا، هو الذي يدير هذا البرنامج بعد إن كان المساعد الرئيسي لـEric Schopler  لوقتٍ طويل. ويمثل برنامج  TEACCنموذجًا على المستوى الدولي وقد عملت به عديد من البلدان بنجاح. إن TEACCH  ليس مجرد

 

 

 

 

 

 

158

 

منهج كما يروق لبعض العقول المختزلة أن تعتبره كذلك. وهو عبارة عن برنامج واسع للولايّة يجتهد في أن يلبي على أكمل وجه ممكن احتياجات المصابين بمرض التوحد.

تاريخ برنامج TEACCH

في بداية ستينيات القرن الماضي، كان مرض التوحد في الولايّات المتحدة يُعَدُ كأحد الاضطرابات الانفعاليّة الحادثة كرد فعلٍ لمشاعر اللاوعي بالعداء والرفض من جانب الأم. وما إن يجري الحكم على الوسط بأنه وسط مسبب للأمراض، فإن الأمر يقتضي مبدئيًّا الفصل بين الطفل والأبوين. وقد كانت العنايّة تتم تباعًا في شكل علاج نفسي بالتوجيه النفسي التحليلي. وعلى هذا المنحى لتطور المعارف، كان المحور العلاجي مميزًا جدًا، وهذا على حساب المحور التعليمي، إذ أنه كان يجري توجيه الأطفال إلى المؤسسات الرعائيّة واستبعادهم عن المدارس العامة.

وبعد حصول Eric Schopler على مؤهله في علم النفس من جامعة شيكاغو، قدم مشروعًا للعلاج النفسي التحليلي الجماعي من خلال قسم الطب النفسي بكلية الطب بجامعة كارولايّنا الشماليّة. وقد كان هذا المشروع يشتمل على جانبٍ علاجي مخصص للأطفال المصابين بالذهان[1] والتوحد، وذلك بالإضافة إلى اشتماله على العناية بالأبوين. وكانت هذه التجربة قد سمحت بالتقييم الموضوعي للآثار المترتبة على المعالجة عن طريق العلاج النفسي التحليلي الجماعي. وأثناء الجلسات المقترحة للأطفال، كان يُترَك لهم قد كبير جدًا من الحريّة لأن الهدف هو حث المرضى على التعبير عن الصعوبات التي يعانون منها من خلال ممارسة أنشطة اللعب التي كانت من المفترض أن تؤدي إلى التخلص من الأعراض من خلال التفسير الصحيح لها.

انتهز Eric Schopler هذه الفرصة ليلاحظ في هذا العصر أن هذه الأنشطة غير المُهَيكَلَة كانت تؤدي إلى تصرفات من شأنها الانحراف عن الازدياد الواسع والتواتر الكبير، ومن شأنها كذلك إثارة القلق لدى الأطفال الآخرين والمحترفين الذي يتولون تأطير هذه التصرفات. كما إن الجلسات التي أجريت على ما يبدو أنها لم تساعد الأطفال.

إن هذه المعاينة بالإضافة إلى جملة الاضطرابات التي لاحظها  Eric Schoplerجعلتاه يفكر، على عكس النظريات المعروفة آنذاك، بأن الصعوبات الاجتماعيّة التي يواجهها الأطفال المصابون بالتوحد كان مرجعها في الأصل إلى العجز العضوي. وفي عام 1966، أعد Eric Schopler بالتعاون مع الدكتور Robert Reichler، طبيب نفسي للأطفال، مشروعًا بحثيًّا بدعم من NIMH (المعهد الوطني للصحة العقليّة).

 

 

 

 

 

 

159

 

في هذه الدراسة، كان من المسلم به أن مرض التوحد هو التعبير عن خلل دماغي ولذلك فإنه كان من الضروري أن يوضع برنامج عمل فردي الهدف منه هو توفير تعليم خاص للطفل بالتعاون مع الأسرة. وقد كان هذا البرنامج البحثي يشتمل على عدة جوانب معنيّة بالتشخيص والتقييم والتعليم. وقد وُضِعَت العديد من أدوات التقييم على الأقل في نسختها التجريبيّة في هذا العصر ( CARSو PEP).

جاءت نتائج هذه الدراسة حاسمة تمامًا. و قد رحب بهذا المشروع الطبيب النفسي الأمريكيLéo Kanner، الذي تناول وصف متلازمة التوحد عام 1943 وعرض الأطروحات النفسيّة الوراثيّة في سبيل انتقادها تباعًا، وذلك بالتأكيد على أن هذا المشروع يقدم "الخيار الأمثل والأصلح للأطفال المصابين بالتوحد حتى هذا التاريخ". وقد قدم الآباء المنضمون في السابق إلى عدة جمعيّات طلبًا إلى ولايّة كارولاّينا الشماليّة من أجل الاعتراف بكلٍ من احتياجات أطفالهم والمساعدات الفعليّة التي يقدمها هذا البرنامج.

وفي عام 1972، سنّت ولايّة كارولاّينا الشماليّة قانونًا خاصًا من أجل برنامج TEACCH كأول برنامج للولايّة يتخصص في التشخيص، والعلاج، والتدريب، والبحث، والتعليم للأشخاص المصابين بالتوحد. وكان الهدف الأساسي من إنشاء الثلاثة مراكز الإقليميّة الأولى هو تحسين نوعيّة حياة المرضى في قلب البيئة الأسريّة والمدرسيّة، وكذلك وسط الجماعة الاجتماعيّة. وافتُتِحت عدة فصول كانت في الأصل تسعة فصول دراسيّة. وأُدمِجَت هذه الفصول في الوسط الدراسي المعتاد حيث كانت طاقتها تتراوح بين أربعة إلى ستة تلاميذ برفقتهم مدرس متخصص وأحد المساعدين. وكان الهدف هو توفير التعليم الخاص للأطفال المصابين بالتوحد، وذلك من خلال الحفاظ عليهم في نظام تعليمي عام.

بداية، كان قسم التعليم العام يعترض على فتح هذه الفصول الدراسيّة لأن تسييرها المسلم به آنذاك كان يتجه نحو الإدراج الفردي لأطفال مصابين بمرض التوحد باعتبار أنهم يظهر عليهم اضطرابات انفعاليّة. وعلى الرغم من هذه المعارضة، فإن السلطات العامة قد أسندت مسئولية تسيير هذه الفصول إلى عميد كلية الطب بجامعة كارولايّنا الشماليّة. وتعهدت الولايّة بتمويل تطوير البرامج التعليميّة الفرديّة للأطفال المعنيين.

وقد تم الاشتراط على هذه المجموعة من التدابير عن طريق إحدى القوانين التي تم سنها فيما بعد ذلك بخمس سنوات، أي في عام 1977. وقد حث هذا القرار، المشفوع بميزانيّة إيجابيّة للفصول المخصصة والمدمجة في الوسط الدراسي المعتاد، قسم التعليم العام في كارولايّنا الشماليّة على إعادة النظر في موقفه عند البداية في سبيل العناية بهذه الفصول

 

 

 

 

 

 

 

 

 

160

 

والزيادة من عددها بحسب الحاجة إليها. وقد بلغ عدد هذه الفصول الخاصة نحو ستين فصلاً دراسيًّا وقد تولت سلطات التعليم إدارتها ماليًا.

         وفي الوقت ذاته، افتتح مركزان جديدان لبرنامج TEACCH، ليزداد بذلك عدد المراكز الإقليميّة المرجعيّة إلى خمسة مراكز موزعة بحسب التقسيم الإداري لولايّة كارولايّنا على خمسة مناطق. وبعد مرور عدة سنوات، أعيد توزيع قطاعات العمل وافتتح مركزان جديدان فيما بعد. وفي الوقت الراهن، يدور تسيير قسم TEACCH حول سبعة مراكز إقليميّة موزعة بانسجام على ولايّة كارولايّنا الشماليّة. فضلاّ عن ذلك، هناك أكثر من مائتي فصل تابع لبرنامج TEACCH، ومن بين هذه الفصول هناك بعض الفصول مجهزة ومنظمة بالشكل الكافي لاستقبال الأطفال المصابين بمرض التوحد من بين الأنواع الأخرى للإعاقات.

         وقد كان الإقبال على هذه الفصول كيفيًا وكميًا إلى حد كبير جدًا منذ إطلاق هذا البرنامج. حقيقة، كان النهج الجديد ينادي بتطبيق المناهج التعليميّة في قلب الوسط الأسري من خلال مد ما تم تحقيقه إلى هذه الفصول. وفي أغلب الأحيان، كان الأبوان يشاركان بحماس في برنامج يعترف لهما بالحق في تعليم طفلهما وينص على الإدماج الاجتماعي المستقبلي المستبق من خلال الإدماج الدراسي. وعلى المستوى التقني، كان الأبوان ينخرطان بقوة بداية في الفصول لأجل تعميم المكاسب المحققة في الحياة اليوميّة، بل وكذلك من أجل مساعدة المحترفين في فترة عدم الاعتراف رسميّا بالبرنامج. وبعد سن قانون 1977، كان معترفًا بالحق في تعليم الأطفال المصابين بمرض التوحد، وذلك في إطار التعاون الوثيق بين الآباء والمعلمين حيث تراجعت مشاركة الأسر ونُظِمَت بطريقة مختلفة. فبدلاً من الحضور الاعتيادي إلى أماكن الدراسة، أخذ الآباء على عاتقهم بصفة نوعيّة تعليم الأبناء في المنزل، وذلك مع بقاء الاتصال بالمعلمين بواسطة الدفتر اليومي للاتصال وأثناء المقابلات التي يتم إجرائها عند الخروج من المدرسة، والاجتماعات الشهريّة، والاجتماعات الأكثر ودًا بمناسبة الأعياد أو العطلات الاستثنائيّة. فالعلاقة الضروريّة بين الآباء والمحترفين، لتقديم مساعدة فعّالة إلى الطفل، تم الإبقاء عليها للسماح تمامًا إلى كل واحد منهم بتحمل كامل مسئوليته.

ومع تعزيز برنامج TEACCH، نظم الآباء من أنفسهم تدريجيًّا حتى أصبحوا يمثلون جمعيّة معترفًا بها رسميًّا. ومن الآن فصاعدًا، يمتلك كل فصل من الفصول التابعة لبرنامج

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

161

 

TEACCH مجموعة من الآباء الذين يجتمعون بشكل منتظم للنقاش حول المشكلات المتعلقة بتسيير الفصل (استراتيجيّات التعليم، ووسائل النقل، إلخ). وتدار الصراعات المحتمل وقوعها بين الآباء والمعلمين عن طريق أحد المعالجين الذين ينتمون إلى قسم TEACCH.

وتنظم مختلف المراكز المرجعيّة شهريًّا مجموعات دعم للآباء. وتتبع مجموعة الآباء  كل مركز إقليمي خاص ببرنامج TEACCH. والهدف هو تحسين نوعيّة المخصصات من خلال تنظيم الأنشطة غير الدراسيّة، وحضانات الأطفال، وكافة الخدمات المفيدة للأسرة. فالآباء الذين ينتمون إلى هذه المجموعات يمكنهم الحصول على معلومات من خلال حضور المؤتمرات والتعهد بتقديم المساعدة إلى الآباء الآخرين (مجموعات الآباء، والأمهات، وعطلات الاسترخاء). وتعد كل مجموعة من هذه المجموعات جزءً من NCSAAC (جمعية البالغين والأطفال المصابين بمرض التوحد في كارولايّنا الشماليّة)، وهذه الجمعيّة نفسها تمثل عنصرًا من عناصر NSCAA (الجمعيّة الوطنيّة للبالغين والأطفال المصابين بمرض التوحد). وينظم مدراء جمعيّة كارولايّنا الشماليّة اجتماعًا كل شهرين يشارك فيه فريق قسم TEACCH.

وقد سمح هذا التعاون الوثيق بين قسم TEACCH وبين جمعية الآباء بالتفكير الدائم الذي أفضى بصفة عامة إلى العديد من المشاريع المشتركة القابلة لتحسين نوعيّة الخدمات المقدمة إلى الأسر. وبذلك، ترتبت على هذا التعاون عدة نتائج وهي فتح مراكز إقليميّة جديدة وتقديم خدمات إلى المراهقين والبالغين المصابين بمرض التوحد (مراكز، ودورات تدريبيّة احترافيّة، ومجموعات ذات مهارات اجتماعيّة)، ووضع معسكرات العطلة الصيفيّة.

تُدار وحدة الإدارة والبحث عن طريق أحد الأخصائيين النفسيين وهو الأستاذ Gary Mesibov. وتقع هذه الوحدة بكلية الطب بجامعة كارولايّنا الشماليّة في منطقة Chapel Hill. وتتمركز في هذه الوحدة كل من الإدارة وتنسيق مجمل البرنامج الذي يضم المراكز الإقليميّة والفصول التابعة والمؤسسات الخدميّة الأخرى.

تعمل هذه الوحدة بشكلٍ أساسي على تنسيق الجهود في مجال البحث والتدريب الاحترافي والتوسع في نشر المعلومات (إشراك مختلف المحترفين على المستويين الوطني والدولي). والهدف الأساسي منها هو تحسين أشكال العنايّة على المدى الطُولي من خلال تطوير الخدمات التعليميّة والاحترافيّة والسكنيّة. كما تتولى هذه الوحدة الحفاظ على العلاقات القائمة مع السلطة التشريعيّة لولايّة كارولايّنا من جانب، ومع جمعيّة الآباء بولايّة كارولايّنا من جانب أخر.

 

 

 

 

 

 

 

 

162

يدار كل مركز إقليمي عن طريق أحد الأطباء النفسيين. ويتولى هذا الطبيب الرقابة المباشرة على فريق المحترفين الذين يتمتعون بالتخصص في مجال الإعاقة من خلال الحصول على دورات تدريبيّة في غايّة التنوع (التربية الخاصة، وتصويب النطق، والمعالجة التشغيليّة، وعلم النفس، والعلوم الاجتماعيّة، وتنميّة الطفل، والمعالجة الترفيهيّة، ومجالس إعادة التأهيل ...). إذًا، فإن كافة المحترفين بقسم TEACCH على مستوى عالٍ من التخصص إلا أنهم يحتفظون بوظيفة ممارس عام يمكنه تلبيّة مختلف احتياجات الأشخاص المصابين بمرض التوحد، وكذلك مساعدة أسرهم.

ومهمة كل مركز هي تنسيق جملة الخدمات على المستوى الإقليمي؛ بحيث يتم اقتراح الأنشطة التشخيصيّة التي تدور رحاها خلال يوم واحد؛ وفي نهاية هذا اليوم يقدم التشخيص أو يتم التأكيد عليه. ويقدم برنامج التعليم الفردي بالإضافة إلى التوجيه إلى نظام التعليم الأكثر تكيُّفًا مع احتياجات الطفل.

كما توجد مخصصات أخرى مثل: التدريب، ومجالس الآباء، والاستشارة في الفصول، والتدريب الاحترافي للبالغين المصابين بمرض التوحد، ومجموعة المهارة الاجتماعيّة، والرقابة المباشرة على البناياّت السكنيّة والمراكز الاتحاديّة، ومجموعات دعم الآباء والأُخُوَّة، وإدارة الأزمات الفرديّة، وتنظيم أوقات الفراغ والأجازات.

وبالتوازي مع تنسيق مختلف هذه الخدمات، تباشر مراكز TEACCH  تعاونًا وثيقًا مع الهيئات الأخرى المنخرطة في حماية الطفولة المعاقة. وهي تتعاون في الأساس مع قسم التعليم العام. ويُدَرَب الموظفون العاملون في مختلف برامج دعم الأشخاص المصابين بمرض التوحد وأسرهم وفقًا لشروطٍ متنوعة تنطلق من التدريب في مجال الدورات التدريبيّة النوعيّة. وفي نهاية المطاف، هناك أبحاث مرتبطة منهجيًّا بالأنشطة الإكلينيكيّة تتم بشكل منتظم وتسمح بتطوير خدمات جديدة تبعًا لتتطور المعارف كما تسمح بتقديم وثائق يعتمد عليها في نشر المعلومات.

لذلك، يعد برنامج TEACCH برنامجًا للولايّة التي وظفت مؤسسات خدميّة تتناسب مع الصعوبات النوعيّة التي يعاني منها الأشخاص المصابون بالتوحد. ويأتي هذا البرنامج كأحد الوسائل المساعدة للأشخاص الاستثنائيين ويلبي كل من الحقوق التي حددها التشريع الأمريكي والاحتياجات التي تعبر عنها الأسر.

ويمثل TEACCH شبكة من الخدمات التي يتم توفيرها للأشخاص المصابين بمرض التوحد على اختلاف أعمارهم. وقد جاء تصور هذه الخدمات لتلبية احتياجات الشخص المصاب بالتوحد على أكمل وجه واحتياجات أسرته، وذلك بالإضافة إلى تسهيل اندماجه في المجتمع والحفاظ عليه

 

 

 

 

 

 

 

 

 

163

في الجماعة. ويقوم العمل المتطور في هذه الشبكة من المؤسسات على التشاور الدائم فيما بين المحترفين من مختلف الأنظمة وبين الآباء. ويبدأ العمل مع الشخص المصاب بالتوحد منذ لحظة التشخيص والتقييم. ويخضع البرنامج التعليمي الفردي المقترح على الأسرة عقب التقييم الأول تباعًا إلى عمليات إعادة التقييم المنتظمة وإعادة تعديل الأهداف.

وتقوم المنهجيّة التربويّة المتقدمة في مؤسسات TEACCH على معطيات إكلينيكيّة غزيرة وتُستَقَىَ من المعارف المكتسبة من النهج التدريبي. فهذه المنهجيّة ليست محددة بطريقة ثابتة؛ حيث تخضع إلى عمليات ضبط مستمرة على المستوى الفردي للتعديلات المتصلة بالتفكير الدائم لفريق الممارسين والباحثين بقسم TEACCH، وذلك بصفة عامة.

ولذلك، فإن هذا البرنامج يحقق نهجًا كاملاً للفرد، والهدف منه هو تحسين نوعيّة الحياة في كافة الأوساط المعتادة وبكافة الأعمار. وهو يربط ببراعة الخدمات بالأنشطة التدريبيّة وبالبحث. وبالرجوع ثلاثين عام إلى الوراء يمكن تقييم فعاليّة هذا النظام الذي تم نقله بنجاح إلى عديد من البلدان.

 

 



[1] هذا بموجب المصطلح المعروف آنذاك.

مجالات الإرشاد النفسي المدرسي

  مجالات الإرشاد النفسي المدرسي   مقدمة: هناك العديد من مجالات الخدمة النفسية المتنوعة، فمنها إرشاد الأطفال، وإرشاد المراهقين، وإرشاد ...