بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 7 نوفمبر 2020

تخطيط وأداء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة

 

تخطيط وأداء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة SME:

الأدلة من اليابان

M, D. Pushpakumari

A. K. Athula Wijewickrama

ملخص عام

هناك العديد من الأدلة التي تدعم العلاقة بين سياسات التخطيط والفوائد الناجمة عنها في المؤسسات. وعلى الرغم من ذلك، فإن أغلب هذه الدراسات يقتصر على المؤسسات الكبيرة فقط ويتم تطبيقها في المجتمعات الغربية. ولكن في الوقت الحالي أدركت العديد من المقالات الموجودة في الإصدارات الأكاديمية وكذلك الصحف الموجهة إلى أصحاب المهن وممارسيها أهمية التخطيط بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة SMEs. وعلاوة على ذلك، هناك القليل من العمل التجريبي الذي تناول العلاقة بين تخطيط وأداء المؤسسات بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول الآسيوية. ولكي يتم ملء تلك الفجوة، فإذن هذه الدراسة تعد محاولة للبحث في العلاقة بين التخطيط المنهجي والأداء التجاري اللذان تناولا عينة من المؤسسات الصناعية الصغيرة والمتوسطة في اليابان. وقد تم جمع البيانات من خلال مسح إلكتروني باستخدام استفتاء تم توزيعه على المديرين المالكين لهذه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة SMEs. وقد كشف تحليل البيانات عن وجود علاقة هامة بين تخطيط وأداء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة SME. وقد أوجدت نتائج هذه الدراسة رؤية وإدراك لملء فجوة البحث والمساهمة في الأدب الذي سيمثل أهمية لمالكي ومديري المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

الكلمات الأساسية: المؤسسات الصغيرة والمتوسطة SME ، التخطيط، الأداء التجاري.

1.  المقدمة

تواصل المادة الأدبية السائدة والمرتبطة بالمؤسسات الكبيرة والصغيرة التأكيد على الترابط بين "أفضل ممارسات" الأنشطة الإدارية وبين الأداء. ويبدو أن البحث المرتبط بذلك التأكيد على هذا النوع من الترابط في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ناتجًا عن الحاجة إلى محاكاة أنشطة المؤسسات الكبرى وإيجاد مجموعة من الأنشطة الإدارية "المرغوب بها" التي يجب أن تطبقها جميع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة SMEs. وعندما يتم تمرير هذه الأنشطة إلى مديري المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال عمليات نشر المعرفة المناسبة، يكون هناك توقع لوجود قطاع من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الأكثر كفاءة وفعالية.

وعلى الرغم من ذلك، ففي نهايات الستينات من القرن العشرين، ازداد الاهتمام بالعلاقة بين التخطيط والأداء التنظيمي. وعلى الرغم من تركيز جزء كبير من هذا البحث على المؤسسات الكبرى، إلى أن هناك العديد من المقالات في الإصدارات الأكاديمية والصحف الموجهة إلى أصحاب المهن وممارسيها التي تعرفت على أهمية التخطيط بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة SMEs. وتدعم هذه المادة الأدبية بقوة فكرة أن التخطيط – في الأعمال التجارية الصغيرة – هو قضية أساسية. فالتخطيط يحسن من الربح (Aram and Cowen 1990) والتخطيط هو مفتاح للنجاح (Branch 1991, Brokaw 1992, Hillidge 1990, Knight 1993). فالتخطيط لا يزيد من معدل النجاح فحسب (Jones 1982)، ولكنه يؤثر أيضًا على مستوى الأداء (Schwenk and Shrader 1993). وقد تم تدعيم هذه الفكرة أيضًا من خلال كل من Bracker and Pearson 1986 واللذان تعرفا على مستويات مختلفة من التخطيط المرتبط بمستويات مختلفة من الأداء.

ومنذ أن تأثير التخطيط على أداء المؤسسات هو تأثير واضح في المناقشات الأكاديمية، فإن قدر كبير من فهمنا لتلك الظاهرة يعتمد على التخمين والآراء (Romano and Ratnatunga 1994; Gibb and scott 1985). ومن ثم، فمن الهام أن يتم الفحص التجريبي لما يستخدمه التخطيط في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكيف يؤثر ذلك على أدائها. ويمكن أن تمثل نتائج مثل هذه الدراسات فائدة لمديري ومالكي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة SMEs في حين مشاركتها في المادة الأدبية لهذا الموضوع.

وعلى وجه التحديد، فعلى الرغم من فحص بعض الدراسات للعلاقة بين التخطيط والأداء في المؤسسات الكبرى وكذلك في المجتمع الغربي، فلصالح المؤلفين، لم يتم إجراء أي بحث تجريبي يرتبط بالتخطيط وتأثيره على أداء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد الآسيوي المتقدم. ومن ثم، فهذه الدراسة هي محاولة للبحث في العلاقة بين التخطيط المنهجي والأداء التجاري اللذان تناولا عينة من المؤسسات الصناعية الصغيرة والمتوسطة التي تعمل في ظل الاقتصاد الآسيوي المتقدم لليابان.

وتتكون هذه المقالة من خمسة أجزاء. فالجزء الأول يتناول خلفية هذه الدراسة أثناء تناولها لمشكلة البحث. والجزء الثاني يقدم عرض للمادة الأدبية المرتبطة بمفاهيم التخطيط، والأداء، والعلاقة بين التخطيط والأداء. أما القسم الثالث من هذه المقالة فيصف المنهجية التي تتضمن العينة، وجمع البيانات، وتحليل البيانات والتي يتم تطبيقها للتحري عن مشكلة البحث. أما الجزء الرابع فيمثل نتائج تحليل البيانات ويناقش النتائج الأساسية. أما القسم الخامس والأخير فيقدم النتائج التي يتم التوصل إليها من خلال هذه الدراسة.

2.  عرض المادة الأدبية

2. 1  التخطيط

يرتبط التخطيط بالمستقبل. فهو يتعلق برؤية المستقبل قبل قدومه. علاوة على ذلك، فالتخطيط هو عملية إدارية توفر غرض المؤسسة ومنطق أنشطتها الفكرية. وعلى الرغم من ذلك، يمكن أن يأخذ التخطيط التجاري عدة أشكال بدءًا من التخطيط الغير منهجي حتى التخطيط المنهجي والخطط الجيدة الإعداد. وبذلك فنحن مهتمون بوجود أو غياب الخطط الرسمية المدونة بدلاً من الخطط المعلقة في ذهن المدير. كذلك يمكن أن تكون الخطة تصريح رسمي بالمقاصد المستقبلية بدلاً من كونها مجرد شيء معد على ظهر خطاب.

ولا يزال استخدام وتطبيق عمليات التخطيط في المؤسسات الصغيرة يمثل جدال متواصل (O'Neill, Saunders and Hofman 1987). والحقيقة هي أن المؤسسات الصغيرة تمارس التخطيط بالفعل. ويجب أن يكون هناك توقعًا لوجود عمليات تخطيط متعددة في الأعمال التجارية الصغيرة ولكن مع تشابه قليل أو منعدم بعمليات التخطيط المتبعة في المؤسسات الكبرى. وقد تم البحث في موضوع التخطيط في المؤسسات الكبرى بشكل واسع، والذي نتج عنه العديد من القواعد، والنماذج، والمفاهيم (Jennings and Beaver 1997). ويعد التخطيط في المؤسسات الصغيرة ذو طبيعة قابلة للتكيف، وموجه للأمد القصير، ومتعلق باستخدام الموارد النادرة والمحدودة (Gibson and Cassar 2002; Risseeuw and Masurel 1994). ويُرمز إلى التخطيط في المؤسسات الصغرى بشكل عام من خلال التخصيص المكثف، كما أنه يتأثر إلى حد كبير بالتفضيلات، والخبرات، والاتجاهات، والآراء المعارضة، ومجموعات السمات العامة للمؤسسة (Gibson and Cassar 2002, Lyles, Baired and Kuratko 1993; Cragg and King 1988; Bracker and Pearson 1986).

2. 2 الأداء

من الواضح أن الأداء هو بناء مركزي للاهتمام في البحث المتعلق بالعلاقة بين التخطيط والأداء. وعلى الرغم من ذلك، وكما هو مقترح من قبل Venkatraman and Ramanujam 1986 فإن "التعامل مع الأداء فيما يتعلق بسياقات البحث يمكن أن يكون واحدة من أهم القضايا التي تواجه الباحث الأكاديمي" (صفحة 801). ولسوء الحظ، فمن بين الأسباب المؤدية لذلك هو أنه لا يكون من الواضح دائمًا ما الذي يُقصد بالأداء أو ما هي التعريفات التنفيذية الملائمة. وقد استخدم كل من Lumpkin and Dess 1995 قياسات المحاسبة مثل زيادة المبيعات، وسوق الأسهم، والربح إلى جانب مؤشرات الأداء العام وكذلك المؤشرات الأخرى المتعلقة بقناعة أصحاب المنفعة من وراء ذلك. وقد درس كل من Murphy, Trailer and Hill 1996 51 مقالة ووجدوا أن 71 من القياسات التنفيذية المختلفة اجتمعت في ثمان أبعاد أساسية يتم استخدام فعاليتها، ونموها، وربحها بشكل أكثر تكرارًا. وقد تعرف Reid and Smith 2000 على بعض قياسات تقييم الأداء النسبية التي تبحث في الأهداف التي تضعها المؤسسة، ثم تتحرى حتى تلك الدرجة التي يتم عندها تحقيق تلك الأهداف. وفي المادة الأدبية الخاصة بذلك، يتم استخدام العديد من القياسات لتحديد مستوى أداء المؤسسات. (Venkatraman and Ramanujam 1987; Greely 1986). وفي غيرها، يتم استخدام قياسات ذاتية و/أو موضوعية لقياس الأداء (Venkatraman and Ramanujam and Camillus 1986). وعند استخدام تلك القياسات المختلفة تكون مقتصرة على تقديم نتائج متضاربة لأنها تقيس أشكال مختلفة لأداء الشركة. وفي تقديرهم لتلك المشكلة، اقترح كل من Tosi and Gomez-Mejia 1994 ضرورة قياس الأداء من خلال كل من القياسات المالية وغير المالية، وذلك من خلال تطبيق البيانات الذاتية والموضوعية. وفي تلك الدراسة، يتم التعرف على الأداء التجاري فيما يتعلق بتضمن القياسات المالية والغير مالية للمبيعات السنوية، والعائد السنوي، وعدد الموظفين، وسوق الأسهم، وإعادة استثمار الأموال.

2. 3 فهم العلاقة بين التخطيط والأداء

لقد تمت مناقشة العديد من الدراسات المرتبطة بالتخطيط والأداء بشكل واسع في المادة الأدبية للإدارة المرتبطة بالتخطيط الإستراتيجي. وقد تم تطبيق دراسات متعلقة بتأثير التخطيط الإستراتيجي على أداء المؤسسات الصغرى من قبل عدد من الباحثين مثل Bracker and Pearson 1986، و Braker و Keats and Pearson 1988، و Jones 1982، و Robinson and Pearce 1983، و Sharder، و Mulford and Blackburn 1989. وبشكل عام، فإن النتيجة الأساسية لدراساتهم هي أن التخطيط الإستراتيجي يرتبط بشكل إيجابي بأداء المؤسسات.

وفي حين أنه من الواضح أن التخطيط المتطور يمكن أن يحسن من الأداء العام والتنافسي للمؤسسة (Brokaw 1992; Branch 1991)، إلا أن التخطيط وفائدته في المؤسسات الصغرى لا يزال موضوع جدال عميق وآراء متضاربة (Mintzbreg 1994). وقد قدم كل من Jones 1982 و Schwenk and Shrader 1993 نتائج تؤسس علاقة بين التخطيط ومعدل نجاح وأداء المؤسسات الصغرى. وقد أولت بعض الدراسات التشجيع والتأييد لهذا المنظور. وقد وجد Perry 2001 أن المؤسسات الغير فاشلة تعمل الكثير من التخطيط عن المؤسسات الفاضلة؛ ووجد كل من Braker and Pearson 1986 أن هناك رباط بين التخطيط والأداء. وقد فحص Rue and Ibrahim 1998 العلاقة بين التخطيط والأداء الاقتصادي للمؤسسات الصغرى. ووجدا أن التخطيط يرتبط بزيادة المبيعات، ولم توجد أية علاقة ذات أهمية فيما يتعلق بالعائد على الاستثمار.

وقد صنعت الدراسات التي فحصت العلاقة بين التخطيط والأداء مجموعات من المؤسسات طبقًا لدرجة اكتمال عمليات التخطيط الخاصة بهم. وقد تمت الإشارة إلى قوة التخطيط بمصطلح "التخطيط المتطور" من قبل Rue 1973. ويدل تطور التخطيط على اكتمال عملية التخطيط. وقد قاما Wijewardena et al. بإجراء دراسة على التخطيط المتطور وأداء المؤسسات الصغرى والمتوسطة واقترحت وجود ارتباط عميق بين التخطيط الأكثر قوة وعمقًا بالأداء المرتفع في المبيعات. وعلاوة على ذلك، فحصت الدراسة الأسترالية التي تم إجرائها من قبل Romano and Ratnatunga 1994 العلاقة بين عمليات التخطيط وعمليات التحكم والمراحل المختلفة للنمو في عينة من المؤسسات الصناعية الصغيرة وكشفت عن أهمية عامل نظام التخطيط المنهجي في إدارة المؤسسات ذات معدلات النمو المرتفعة التي تعمل بمستويات نمو "متطور". وعلى نحو مشابه، اقترح كل من Potts 1997 and Robinson 1982 وجود قيد لنمو الشركات الصغرى يتمثل في الفشل في الإعداد للتخطيط المتطور وتطبيقه، ولكنهما لم يختبراه بشكل تجريبي. وقد قدمت بعض الدراسات السابقة الخاصة بالعلاقة فيما بين التخطيط والتطوير والأداء نتائج مختلطة. ولا يؤدي تطور التخطيط بدوره إلى تحسين الأداء (Burmal, Gordon and Sussman 1997; Armstrong 1991). ولغرض تلك الدراسة، يتم التعبير عن التخطيط من خلال توافر وعدم توافر الخطط التجارية المدونة.

وطبقًا لعرض المادة الأدبية السابق ولكي يتم البحث في هدف البحث، يتمك تطوير نموذج البحث التصوري التالي (شكل 1). علاوة على ذلك، يوضح هذا النموذج أنه يتم قياس التخطيط من خلال توافر وعدم توافر الخطط التجارية المدونة، ويتم قياس الأداء التجاري فيما يتعلق بالاختلاط بالقياسات المالية وغير المالية والتي تتضمن زيادة الأرباح السنوية، والمبيعات السنوية، وعدد الموظفين، وسوق الأسهم، وإعادة استثمار الأموال.

قياس التخطيط

توافر الخطة التجارية

الأداء التجاري

·        الربح السنوي

·        المبيعات السنوية.

·        سوق الأسهم.

·        عدد الموظفين.

·        الاستثمار.

 

ااا

 

شكل 1. النموذج التصوري

وتتم الإشارة إلى منهجية البحث التي تم تطبيقها للتحري عن هذا النموذج التصوري كالتالي.

3.  منهجية البحث

3. 1 العينة

لأجل غرض تحقيق الهدف الأساسي للبحث، تم اختيار عدد كلي يبلغ ثلاث مائة وستة وثلاثون مؤسسة بشكل عشوائي من بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة SMEs في إقليم Aichi في اليابان. ويعد هذا الإقليم هو واحد من بين أكثر الأقاليم فيما يتعلق بالمشاركة الصناعية في الناتج المحلي ويلعب أيضًا دورًا حاسمًا في التنمية الاقتصادية. وقد تم تضمين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي يقل عدد موظفيها عن 350 موظف في العينة حيث أنها تعد من بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة طبقًا لتعريف المؤسسات الصناعية الصغيرة والمتوسطة SMEs في اليابان.

3. 2 جمع البيانات

لقد تم عمل مسح ميداني لكي يتم جمع البيانات. وتعد الدراسات الميدانية دراسات واقعية لأنها تتناول الظاهرة في سياقها الطبيعي. ويقوم الباحث بجمع البيانات الأولية المتعلقة بالتخطيط والأداء التجاري. كما تم اختيار طريقة الاستفتاء كطريقة أساسية لجمع البيانات لأنها حافظت على مزايا السرعة، والتكلفة، وتعدد الأغراض.

وقد تم تطوير استفتاء يتكون من عدد من الأقسام. ويتضمن القسم الأول سبعة أسئلة تتعلق بالسمات الشخصية لمالكي المؤسسات مثل العمر، والجنس، والحالة الاجتماعية، والمؤهلات التعليمية، والخبرة، وأهم سبب لدخولهم إلى عالم التجارة، وما إذا كان يمتلك عملاً تجاريًا من خلال أحد أفراد الأسرة. أما القسم الثاني فيتضمن أسئلة تتعلق بسمات البنية القانونية للمؤسسة/ العمل التجاري، والعمل المتضمن، وعمر الموظفين، وعددهم، ومصدر الموارد، وسوق الإنتاج، وما إذا كان ذلك العمل عملاً تجاريًا للأسرة متضمنًا عددًا من المديرين والمشرفين. وقد تمت الاستفادة من البيانات التي تم جمعها في التعرف على ملف ذو معان غزيرة تتعلق بالعينة. علاوة على ذلك، تم استخدامها لقياس التخطيط في الاستفتاء الذي تم طرحه على المجيبين لذكر ما إذا كانت المؤسسة/ العمل التجاري قد أعدت خطة تجارية مكتوبة أو خطة إستراتيجية. ويتم قياس الأداء التجاري فيما يتعلق بالمبيعات السنوية، والأرباح السنوية، وعدد الموظفين، وسوق الأسهم، واستثمار الأموال. ومن ثم ففي هذا الاستفتاء، كان يُطلب من المجيبين عنه تقدير اتجاه البنود المذكورة أعلاه فيما يتعلق بالسنوات الثلاث الأخيرة على مقياس Lickert الخماسي والذي يتراوح من "الانخفاض المرتفع" حتى "الزيادة المرتفعة". وقد كانت جميع الأسئلة المقدمة ذات نهاية مغلقة ، وذات أنواع متعددة، وتتطلب وضع علامة أمام الإجابة أو وضع دائرة حول الإجابة المناسبة، ومن ثم يتم تقليل الوقت المطلوب للإجابة. وقد تم تقييم مصداقية طريقة قياس الأداء ووُجد أنها تتوافق مع Cronbach's Alpha 0.822 .

3. 3 تحليل البيانات

في تلك الدراسة، ولأجل غرض تحقيق الهدف الأساسي للبحث وبالاستناد إلى طبيعة البيانات التي تم جمعها، تم استخدام تقنيات إحصائية غير متغيرة كطريقة لتحليل البيانات. وعلى وجه التحديد، تعد التقنيات الغير متغيرة تقنيات مثالية، وذلك عند قياسها على المقاييس المطلقة والمقاييس المرتبة. ومن ثم، تم تطبيق التقنية الغير متغيرة وتطبيق اختبار Chi-square لقياس العلاقة بين التخطيط والأداء التجاري. وعلى الرغم من ذلك، فإن الهدف الأساسي لهذا الاختبار هو تحديد ما إذا كان هناك ترابط بين اثنين من المتغيرات من عدمه. وفي هذا السياق، تم حسابه من خلال استخدام التخطيط كمتغير مستقل والأداء التجاري كمتغير تابع للمبيعات السنوية، والأرباح السنوية، وعدد الموظفين، وسوق الأسهم، وإعادة استثمار الأموال. وبالإضافة إلى ذلك، تم حساب قيمة Chi-square Pearson لتحديد مستوى الأهمية. وإذا كانت القيمة التي يتم حسابها (P) أقل من 0.05 فإن العلاقة م بين متغيرين هي علاقة هامة. كما تم حساب العمليات الحسابية الإحصائية من خلال استخدام SPSS (Pallant 2001).

4.  النتائج والمناقشة

4. 1 سمات العينة

لقد أجاب عدد كلي يبلغ مائة وأربع وخمسون من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على هذا المسح. ويقترب معدل الإجابة على الاستفتاء الذي تم توزيعه من نسبة 42%. وبسبب عدم اكتمال جمع البيانات، كان هناك اضطرار إلى إهمال 10 استفتاءات. أما العدد المتبقي والذي يبلغ 144 أو نسبة 63% فقد تم اعتباره فيما يتعلق بتحليل البيانات. أما سمات العينة فيتم تقديمها في الأقسام التالية.

4. 2 سمات المدير المالك للعمل التجاري

طبقًا لسمات للمدير المالك للعمل التجاري بالعينة، كان أغلب المديرين ممن تزيد أعمارهم عن 50 عامًا (نسبة 58%). وعلى وجه الخصوص، يتم تمثيل المديرين المالكين للأعمال التجارية بالنسبة العظمى البالغة 96.5 للمديرين الذكور و 3.5 فقط للمديرات الإناث. وبين هذا العدد كانت نسبة 92 بالمائة منهم متزوجين. وبالاستناد إلى المؤهلات العلمية، كانت من بين أهم السمات المتعلقة بهم هي أن نسبة 68 بالمائة من المديرين كانوا حاصلين على درجة جامعية. علاوة على ذلك، كانت نسبة 69 بالمائة من بينهم لديه خبرة سابقة، وذلك قبل دخوله إلى العمل التجاري الحالي، في حين أن نسبة 31 بالمائة لم يكن لديه أي خبرة. وقد كانت أهم أسباب دخولهم إلى العمل التجاري هو أنه العمل التجاري للأسرة (نسبة 72%) ونسبة 69 بالمائة من أفراد الأسرة (أب، أم، أخ، أخت) كان لديه عمل تجاري.

4. 3 سمات المؤسسة

طبقًا للسمات المؤسسة الموجودة بالعينة، فإن أغلبية المؤسسات (نسبة 86 بالمائة) كانت تعمل كتعاون مشترك في حين أن المؤسسات الأخرى كانت ملكيات فردية وشركات محدودة. وكانت نسبة 71 بالمائة تقريبًا من المؤسسات الموجودة بالعينة هي مؤسسات توظف ما يقل عن 100 موظف. علاوة على ذلك، كانت أغلب المؤسسات الموجودة في العينة مؤسسات قديمة، ونسبة 86 بالمائة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كان عمرها يتعدى 30 عامًا. وقد كان من بين المصادر الأساسية لتمويل المؤسسات هي المدخرات الشخصية (45 بالمائة)، وكذلك المدخرات الشخصية المصحوبة بالاقتراض الأسري، والاقتراض من البنوك (نسبة 32 بالمائة). وقد كان إنتاج الشركات للسوق المحلي والسوق العالمي بنسبة 50 بالمائة. وفي الوقت الحالي، تعمل نسبة 36 بالمائة من الشركات كعمل تجاري أسري في حين أن نسبة 64 منها لا تكن كنشاط أسري. وكان لمعظم الشركات ما بين 2 و 5 مديرين لإدارة المؤسسة. علاوة على ذلك، يوضح الجدول التالي تصنيف الصناعات المتضمنة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الموجودة في العينة.

جدول 1. الصناعات المتضمنة بالعينة

الصناعة

عدد الشركات

النسبة المئوية

المنتجات الكيميائية والبترولية والمطاطية والبلاستيكية

16

11.1

الأجهزة الإلكترونية والكهربائية

5

3.5

المنتجات المعدنية المصنعة

30

20.8

الطعام والشراب

12

8.3

الأثاث، وقطع الأشجار والأخشاب

7

4.9

المعدات (العامة، وأجهزة الدقة وغيرها)

19

13.2

قطع السيارات

9

6.3

الورق، والطباعة، والمنتجات الموازية لها

9

6.3

السيراميك، والأحجار، والصلصال، والزجاج، والمنتجات الأسمنتية

8

5.6

النسيج والكساء

6

4.2

اللحام

5

3.5

الجلود

18

12.5

الإجمالي

144

100.0

بيانات مسح عام 2008

 

 

4. 4 العلاقة بين التخطيط والأداء

لأجل غرض البحث في العلاقة بين التخطيط والأداء، تم وضع فئتين من التخطيط المتطور – "توافر الخطة المدونة" و "عدم توافر الخطة المدونة" – وخمس قياسات للأداء تتمثل في المبيعات السنوية، والأرباح السنوية، وعدد الموظفين، وسوق الأسهم، واستثمار الأموال في الاعتبار. وفيما يتعلق بالتغير في متغيرات الأداء التجاري والتي تم قياسها باستخدام مقياس عادي، تم استخدام اختبار غير متغير Chi-square لتحليل البيانات. ولكي يتم التحقق من وجود علاقة إحصائية هامة بين التخطيط والتغيير في الأداء التجاري من عدمها، تم توظيف اختبار Chi-test بشكل منفصل على اثنين من المتغيرات المستقلة وهي "الخطة المدونة" و"عدم وجود الخطة المدونة" مع وجود خمسة من المتغيرات المستقلة التي تقيس خمس مظاهر مختلفة من الأداء.

ويتم تقديم النتائج الخاصة بالاختبار والمرتبطة بفئتين من الخطة التجارية المدونة والتغير في الأرباح السنوية في الجدول التالي "جدول 2".

جدول 2. العلاقة بين توافر الخطة التجارية والأرباح السنوية

توافر الخطة التجارية المدونة

الأرباح السنوية

انخفاض مرتفع

انخفاض

لا انخفاض ولا زيادة

زيادة

زيادة مرتفعة

نعم

1

20

30

38

6

1.1%

21.1%

31.6%

40.0%

6.3%

لا

5

7

18

19

0

10.2%

14.3%

36.7%

38.8%

0.%

A x2 (4,N = 144) = 10.652, p =.031

وتوضح تلك النتائج وجود علاقة هامة بين التخطيط والتغير في الأرباح السنوية A x2 (4,N= 144) = 10.652, p =.031    في المستوى المئوي الخامس. وبمزيد من التحديد والدقة، فإن نسبة 24.5 بالمائة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فيما يتعلق بفئة "عدم وجود خطة مدونة" توضح وجود انخفاض مرتفع (10.2%) أو وجود انخفاض (14.3%) في الأرباح السنوية، في حين أن نسبة 38.8% توضح وجود زيادة مشابهة في الأرباح. وفيما يتعلق بفئة "الخطة المدونة"، كانت النسب بالتبادل هي 22.2% (1.1 و 21.1) و 46.3 بالمائة (40.0 و 6.3). وبشكل جوهري، كانت نسبة 38.8 بالمائة فقط من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي لا تمتلك خطط مدونة قادرة على زيادة الأرباح خلال السنوات الثلاث الأخيرة، في حين أن نسبة 46.3 بالمائة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة قد حققت زيادات مشابهة في الأرباح مع وجود خطط مدونة معدّة. ومن ثم، فتلك النتيجة توضح أن مستوى التخطيط المرتفع يؤدي إلى زيادة أكثر في الأرباح للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة SMEs.

ويوضح جدول 3 نتائج اختبار Chi-square المرتبطة بفئتين من الخطط التجارية المكتوبة والتغير في المبيعات السنوية.

جدول 3. العلاقة بين توافر الخطة التجارية والمبيعات السنوية

توافر الخطة التجارية المدونة

المبيعات السنوية

انخفاض مرتفع

انخفاض

لا انخفاض ولا زيادة

زيادة

زيادة مرتفعة

نعم

0

18

27

42

8

0.%

18.9%

28.4%

44.2%

8.4%

لا

2

9

18

17

3

4.1%

18.4%

36.7%

34.7%

6.1%

a x2 (4.N = 144) = 5.536, p = .237

وتوضح النتائج الموجودة في جدول 3 وجود علاقة غير هامة بين التخطيط والتغير في المبيعات السنوية  a x2 (4.N = 144) = 5.536, p = .237في المستوى المئوي الخامس. علاوة على ذلك، توضح تلك النتائج أن نسبة 22.5 بالمائة (4.1 و 18.4) من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في فئة "عدم وجود خطة مدونة" وجود انخفاض شديد أو انخفاض في المبيعات السنوية، في حين أن نسبة 40.8 بالمائة (34.7 و 6.1) وجود زيادة مشابهة في المبيعات السنوية. وفيما يتعلق بفئة "الخطة المدونة"، تمثل هذه القيم نسب 18.9 بالمائة و 52.6 بالمائة (44.2 و 8.4) بالتناوب. وإنه لمن الواضح أن نسبة 40.8 بالمائة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي لا تمتلك خطط مدونة كانت قادرة على تحقيق الزيادة العادية أو المرتفعة في المبيعات السنوية خلال السنوات الثلاث الماضية، في حين أن نسبة 52.6 من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تمتلك خطة معدة قد حققت زيادة في المبيعات السنوية. وعلى الرغم من ذلك، وحيث أن الاختلاف لا يمثل أهمية إحصائية، فلا يمكن الجدال حول تأثير المستويات العالية للتخطيط على المبيعات السنوية من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

ويوضح جدول 4 نتائج اختبار Chi-square المرتبطة بفئتي الخطة التجارية المدونة والتغير في عدد الموظفين.

جدول 4. العلاقة بين توافر الخطة التجارية وعدد الموظفين

توافر الخطة التجارية المدونة

عدد الموظفين

انخفاض مرتفع

انخفاض

لا انخفاض ولا زيادة

زيادة

زيادة مرتفعة

نعم

2

13

35

39

6

2.1%

13.7%

36.8%

41.1%

6.3%

لا

5

7

20

17

0

10.2%

14.3%

40.8%

34.7%

0.%

a x2 (4.N = 144) = 7.938, p = .049

ويوضح جدول 4 وجود علاقة هامة إلى حد ما (p < 0.1) بين التخطيط والتغير في عدد الموظفين  a x2 (4.N = 144) = 7.935, p = .049. علاوة على ذلك، توضح تلك النتائج أن نسبة 24.5 بالمائة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (10.2 و 14.3) في فئة "عدم وجود خطة مكتوبة" توضح وجود انخفاض مرتفع أو انخفاض عادي في عدد الموظفين، في حين أن نسبة 34.7 بالمائة توضح وجود زيادة مشابهة في عدد الموظفين في العمل التجاري. وفيما يتعلق بفئة "الخطة المكتوبة"، كانت النسب المئوية بالتناوب هي 15.8 (2.1 و 13.7) و 47.4 (41.1 و 6.3). وإنه لمن الواضح أن نسبة 34.7 بالمائة فقط من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتي لا تمتلك خطط تجارية مكتوبة كانت قادرة على تحقيق الزيادة القصوى أو العادية في عدد الموظفين على مدار السنوات الثلاث الماضية، وذلك مقارنة بالجانب المضاد والذي تبلغ نسبته 47.7 من المؤسسات المتوسطة والصغيرة. ومن ثم، فإن النتيجة توضح أن المستوى الجيد من التخطيط يؤدي إلى زيادة عدد الموظفين في العمل التجاري للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

ويوضح الجدل التالي "جدول 5" نتائج الاختبار المرتبطة بفئتي الخطة التجارية المكتوبة وسوق الأسهم.

جدول 5. العلاقة بين توافر الخطة التجارية وسوق الأسهم

توافر الخطة التجارية المدونة

سوق الأسهم

انخفاض مرتفع

انخفاض

لا انخفاض ولا زيادة

زيادة

زيادة مرتفعة

نعم

0

6

46

36

6

0%

6.4%

48.9%

38.3%

6.4%

لا

3

6

31

9

0

6.1%

12.2%

63.3%

18.4%

0%

a x2 (4.N = 143) = 15.496, p = .004

ويوضح جدول 5 وجود علاقة هامة بين التخطيط والتغير في سوق الأسهم  a x2 (4.N = 143) = 15.496, p = .004 في المستوى المئوي الخامس. وعلى وجه التحديد، فإن نسبة 18.3 بالمائة (6.1 و 12.2) من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في فئة "عدم وجود الخطة المكتوبة" توضح وجود انخفاض مرتفع أو انخفاض عادي في سوق الأسهم، في حين أن نسبة 18.4 بالمائة توضح وجود زيادة مشابهة في سوق الأسهم. وبوضع المؤسسات في فئة "الخطة المكتوبة" عين الاعتبار، فإن النسب كانت بالتبادل هي 6.4 و 44.7 بالمائة (38.3 و 6.4). ومن ثم، فمن الواضح أن نسبة 44.7 من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتي تعد خطط تجارية مكتوبة كانت قادرة على زيادة سوق الأسهم على مدار السنوات الثلاث الماضية. ومما هو ممتع في ذلك الأمر، فإن هذا الشكل يوضح نسبة 18.4 بالمائة فقط من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فيما يتعلق بالمؤسسات في فئة "عدم وجود خطة مكتوبة". ومن ثم، فهذا يوضح أن مستوى التخطيط المرتفع يؤدي إلى زيادة قصوى في سوق الأسهم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وفي النهاية، يوضح جدول 6 التالي نتائج اختبار Chi-square المرتبطة بفئتي الخطط التجارية المكتوبة والتغير في استثمار الأموال. كما يوضح جدول 6 وجود علاقة هامة على نحو متوسط بين التخطيط والتغير في إعادة استثمار الأموال a x2 (4.N = 143) = 8.327, p = .080. علاوة على ذلك، يوضح ذلك الجدول أن نسبة 16.4 بالمائة (8.2 و 8.2) من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في فئة "عدم وجود خطة مكتوبة" تدل على وجود انخفاض مرتفع أو انخفاض عادي في الاستثمار التجاري، في حين أن نسبة 49 بالمائة فقط (38.8 و 10.2) توضح وجود زيادة مشابهة في الاستثمار التجاري. وفيما يتعلق بفئة "الخطة التجارية المكتوبة"، فإن النسب هي 6.4 و 55.3 (41.5 و 13.8). وباختصار، فإن نسبة 49 بالمائة فقط من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي لا تمتلك خطط تجارية مكتوبة كانت قادرة على تحقيق الزيادة القصوى أو الزيادة العادية في الاستثمار التجاري على مدار السنوات الثلاث القادمة، في حين أن نسبة 55.3 من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تمتلك خطة تجارية معدّة قد حققت زيادة الاستثمار. ومن ثم، فإن تلك النتيجة توضح أن مستوى التخطيط المرتفع يؤدي إلى مزيد من الاستثمار التجاري في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

جدول 6. العلاقة بين توافر الخطة التجارية والاستثمار التجاري

توافر الخطة التجارية المدونة

الاستثمار التجاري

انخفاض مرتفع

انخفاض

لا انخفاض ولا زيادة

زيادة

زيادة مرتفعة

نعم

0

6

36

39

13

0%

6.4%

38.3%

41.5%

13.8%

لا

4

4

17

19

5

8.2%

8.2%

34.75

38.8%

10.2%

a x2 (4.N = 143) = 8.327, p = .080

وبالاستناد إلى تحليل البيانات، كان من بين النتائج الأخرى الملحوظة نتيجة تتعلق بالتخطيط وحجم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة SMEs. ويتم توضيح نتيجة اختبار Chi-square في جدول 7. وتوضح تلك النتائج وجود علاقة هامة بين التخطيط وتغيُر حجم المنظمة x2 (5, N = 143) = 13.70, p = 0.018 في المستوى المئوي الخامس. وبين تلك المؤسسات التي يتراوح عدد موظفيها من 100 حتى 250 موظف، فإن نسبة 81.8 بالمائة من تلك المؤسسات تعد خطة مكتوبة أما باقي المؤسسات التي تبلغ نسبتها 18.2 بالمائة لا تمتلك خطة تجارية مكتوبة. وبالتمعن في ذلك، فإن تلك العلاقة الإيجابية تتواجد بالفعل في حالة المؤسسات الصغيرة على حد سواء. ومن ثم، فإن تلك النتيجة توضح أنه في حالة زيادة حجم المؤسسة (أو نقصها) فيما يتعلق بعدد الموظفين، يكون هناك ميل إلى زيادة (أو نقص) مستوى التخطيط.

جدول 7. العلاقة بين توافر الخطة التجارية وحجم المؤسسة

توافر الخطة التجارية المكتوبة

حجم المؤسسة (عدد الموظفين)

أقل من 9

10-19

20-49

50-99

100-250

250-300

الإجمالي

نعم

11 (45.8%)

7 (46.7%)

18 (58.1%)

24 (77.4%)

27 (81.8%)

7 (77.8%)

94

لا

13 (54.2%)

8 (53.3%)

13 (41.9%)

7 (22.6%)

6 (18.2%)

2 (22.2%)

49

الإجمالي

24

15

31

31

33

9

143

a x2 5,N = 143) = 13.70, p = .018

وأخيرًا، يكشف التحليل الموضح أعلاه عن تأثر مستوى التخطيط المرتفع (إعداد خطة تجارية مكتوبة) تأثيرًا إيجابيًا على مستوى الأداء التجاري المرتفع للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ويتم توضيح ذلك الموقف في شكل 2.

23.bmp

شكل 2. العلاقة بين التخطيط والأداء التجاري

ويوضح الشكل السابق أنه عندما تمتلك المؤسسة التجارية الصغيرة أو المتوسطة خطة تجارية مدونة، يكون مستوى الأداء التجاري مرتفع فيما يتعلق بالمبيعات والأرباح السنوية، وعدد الموظفين، وسوق الأسهم، واستثمار الأموال عما سيكون عليه الحال في حالة عدم وجود خطة مدونة. وبالإضافة إلى ذلك، ومع امتلاك خطة تجارية مدونة، يوضح هذا الشكل أن زيادة الأداء المتوسط في سوق الأسهم يتفوق على الأداء بين متغيرات الأداء الخمس المتبقية. وقد تم تطبيق اختبارات Mann-Whitney U والبديل الغير متغير لاختبار t-test للعينات المستقلة وذلك لاكتشاف تأثير الخطة المدونة على مستويات الأداء. وبدعم نتائج الشكل رقم 2، وُجد أن هناك اختلافات إحصائية هامة عند مستويات p < 0.01 و p < 0.05 لأداء سوق الأسهم وعدد الموظفين.

ويعد الرأي الأكثر تداولاً هو أن مستوى التخطيط المرتفع يشارك في إنجاز مستوى أداء مرتفع. ويعد ذلك الموقف الذي كشفت عنه عينات المؤسسات الموجودة في تلك الدراسة والتي تعمل في ظل الاقتصاد الآسيوي المتطور لليابان متناغمًا مع نتائج الدراسات المقدمة بواسطة كل من Rue and Ibrahim 1998, Bracker and Pearson 1986; Bermal, Gorden and Sussman 1997. ولكن تعد النتيجة المتعلقة بالعلاقة بين التخطيط والمبيعات نتيجة مدهشة. فمستوى التخطيط المرتفع لا يؤثر على زيادة المبيعات، ولكن ليس هناك أبحاث سابقة تكون دليلاً لإثبات ذلك. وربما يكون السبب في هذا الموقف هو أن معظم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مجال الصناعة في اليابان تقدم منتجات لكل من السوق المحلي والدولي وهي لديها أسواقها الخاصة بالفعل سواء مع وجود خطة تجارية مدونة للمؤسسة أو مع انعدامها. وعلى الجانب الآخر، وبسبب الافتقاد إلى خطة تجارية مدونة، ربما ترتفع تكاليف الإنتاج بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لكي تؤثر على نقص الأرباح، على الرغم من وجود الأسواق الخاصة بمنتجاتها. ومن بين النتائج الأخرى الهامة هو أنه عندما تتم زيادة حجم المؤسسة يكون هناك ميل إلى زيادة مستوى التخطيط بالتوافق مع الدليل المقدم من قبل Yusuf and Saffu 2005. ويعد سوق الأسهم هو أعلى مستوى لزيادة الأداء، وذلك عند زيادة مستوى التخطيط. وتعد تلك النتيجة هي نتيجة ملحوظة وجديدة لتلك المادة الأدبية.

5. الخـاتـمة

لقد حققت تلك الدراسة هدفها في ملء فراغ البحث والبحث في العلاقة بين التخطيط والأداء للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تعمل في دول آسيوية متقدمة. وعلى الرغم من وجود بعض نقاط القصور المؤكدة، إلا أن النتائج الهامة يتم تقديمها من خلال الدراسة التي تقدم رؤى مفيدة لمالكي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وبشكل أساسي، فإن النتيجة الهامة التي يتم استنتاجها من تلك الدراسة هي أن هناك علاقة إيجابية وهامة بين التخطيط والتصنيع في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة SMEs. وبالإضافة إلى ذلك، وبالاستناد إلى كل نتيجة من نتائج متغيرات الأداء، فإن النتيجة هي أن هناك علاقة إيجابية قوية وهامة بين التخطيط والأرباح، وبين التخطيط وسوق الأسهم، وهناك علاقة إيجابية وهامة إلى حد ما بين التخطيط وعدد الموظفين، وبين التخطيط وإعادة الاستثمار. ولكن هناك علاقة إيجابية غير هامة بين التخطيط والمبيعات. ومن ثم، توضح النتائج أن مستوى التخطيط المرتفع يؤدي إلى زيادة في الأداء التجاري فيما يتعلق بالمبيعات، والأرباح، وعدد الموظفين، وسوق الأسهم، وإعادة الاستثمار بالمؤسسة. علاوة على ذلك، يمثل سوق الأسهم أعلى أداء، وذلك عندما يكون مستوى التخطيط مرتفعًا في التصنيع في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. كما توضح تلك الدراسة أن استخدام التخطيط وشموليته يميل إلى الزيادة مع حجم المؤسسة الصغيرة أو المتوسطة في مجال الصناعة.

ويجب أن يتم تفسير نتائج تلك الدراسة في ضوء أوجه القصور المعروفة. ويقتصر أحد أوجه قصور تلك الدراسة على فئتين من قياسات التخطيط ومتغيرات قياس الأداء القليلة. علاوة على ذلك، كانت نتائج تلك الدراسة خاضعة للقصور المرتبط بالمسح الإلكتروني فيما يتعلق بدقة المعلومات ومصداقيتها. وتقتصر هذه الدراسة على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فقط. ومن ثم، فهناك حاجة إلى البحث المستقبلي لتكرار نتائجنا وتطبيق قياسات متعددة المذاهب للأداء التجاري وتحقيق مزيد من التغطية للتخطيط وكذلك تطبيقها على سكان مختلفين (أي مؤسسات في مجالات أخرى ومناطق أخرى من الدولة). وأخيرًا، ربما يكون من الجدير بالاهتمام أن يتم البحث في المنطق فيما وراء وجود علاقة غير هامة بين التخطيط وأداء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة SMEs.

مجالات الإرشاد النفسي المدرسي

  مجالات الإرشاد النفسي المدرسي   مقدمة: هناك العديد من مجالات الخدمة النفسية المتنوعة، فمنها إرشاد الأطفال، وإرشاد المراهقين، وإرشاد ...